Dan Adamtaka: Gabatarwa Mai Gajarta
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
ما يبرزه أيضا هذا المثال هو أن مجرد امتلاك غاية لا يكفي وحده لتوفير معنى للحياة؛ فاكتشاف أن الطبيعة صممتني ليس لغاية سوى نقل مادتي الوراثية للجيل التالي لا يجعل حياتي تبدو ذات مغزى كبير. وقياسا على ذلك، فحياتي لا تزيد أهمية عن حياة دودة تتمتع بالغاية نفسها تقريبا التي هي لحياتي.
ردا على ما تقدم، يمكن القول إنني أغفل فارقا جوهريا بين الغايات؛ تلك التي تطورنا من أجلها، وتلك التي وهبنا إياها كيان ذكي أعلى صمم الحياة. ويمكن التأكيد على أن النوع الثاني من الغايات هو الذي يوفر المعنى لحياتنا. لكن هل هذا صحيح؟ كلا! من السهل جدا أن نسوق أمثلة مقابلة عن كائنات فضائية خارقة الذكاء؛ وإليكم مثالا من ابتكاري:
هب أن البشر تمت تربيتهم على هذا الكوكب لسبب ما، وهو غسل الملابس الداخلية القذرة لجنس فضائي بالغ التقدم؛ سيأتي الفضائيون لالتقاطنا وأخذنا إلى مغسلتهم الفضائية الضخمة. هل ستملأ هذه الحقيقة، أو اكتشافها، حياتنا بالمعنى؟ لا!
لعلنا سنسلم بأن مجرد تصميمنا من قبل كيان ذكي أعلى لغاية ما ليس كافيا ليوفر معنى لحياتنا، يجب أن تكون الغاية غاية نسعى من أجل تحقيقها على نحو إيجابي وتجعلنا نشعر بالرضا. وغسل ملابس الفضائيين الداخلية لا يحقق أيا من هذين الأمرين.
هب الآن أن الفضائيين صممونا بحيث نكتشف أننا نستمتع بغسل ملابسهم الداخلية استمتاعا كبيرا. في الحقيقة، بمجرد أن نبدأ بالعمل في مغسلتهم، نشعر في النهاية بالرضا على نحو لم نشعر به من قبل، ونسترخي كل أمسية ونحن نشعر بشعور جم بالرضا لأننا نقوم الآن بالهدف «المنوط» بنا دوما. هل من شأن هذا أن يجعل حياتنا ذات معنى؟ لا يتضح بأي حال أنها سيكون لها معنى (أيا كان اعتقادنا).
ردا على ما تقدم، قد يقال إنني أركز على غاية سخيفة، وبالتأكيد ليست كذلك الغاية التي من أجلها أوجدنا الإله على هذه الأرض. لقد خلقنا الإله لغاية معينة؛ ألا وهي: محبته. إنه هذا الغرض الذي يجعل حياتنا ذات معنى.
لكن مرة أخرى تبدو الحجة مثيرة للشك. هب أن امرأة تريد أن تحب شخصا هو يحبها بشدة في المقابل، ويخطر لها أنها يمكنها أن تنجب طفلا لهذا الغرض، وتنجبه بالفعل؛ هل الغرض الذي أنجبت من أجله هذا الشخص الجديد يمنح حياتهما معنى على نحو تلقائي؟ لا يبدو أن الأمر كذلك! ربما أتى بعضنا إلى الدنيا لهذا الغرض. لكن القليل سيشير إلى هذه النقطة من أجل تفسير السبب وراء أن لحياته معنى، ولا أستطيع رؤية السبب وراء أن خلق الإله لي كي أحبه سيمنح حياتي أي معنى إضافي.
وفي الواقع، أليس خلق البشر، لا لسبب سوى غاية ما، أمرا ينطوي على انتقاص وحط من قدرهم، بوجه عام؟ لكن إذن، لم سيمثل هذا أي اختلاف إن كان من فعل الإله؟ ثمة جدل حول إن كان الإله يرغب حتى في خلق البشر من أجل غرض بعينه، إن كان إله المحبة موجودا أصلا.
من ثم، يبدو أنه لا توجد إجابة سهلة للسؤال عن كيف يمكن أن يوجد معنى لحياتنا بالاحتكام إلى غرض إلهي. وعلى وجه التحديد، السؤال المتعلق بكيف أن هناك غرضا من وجودنا في هذه الحياة حدده لنا الإله يجعل حياتنا ذات معنى؛ لم يجب عنه جوابا شافيا، بحسب اعتقادي. وغالبا ما يقدم لنا تأكيد على نحو غامض يتعذر فهمه بأن وجود الإله يجعل حياتنا ذات معنى، لكن لا يقدم لنا تفسير واضح لكيفية حدوث ذلك. (3-3) حجة الحكم الإلهي
إليكم حجة ثالثة. يبدو أن الحياة لا تكون ذات معنى لمجرد أننا نحكم عليها بذلك؛ فالمفترض أن حياة مكرسة للإضرار بالناس وحسب في كل فرصة سانحة لن تعتبر حياة ذات معنى، حتى إن اعتقدنا جميعا أنها كذلك.
Shafi da ba'a sani ba