Dan Adamtaka: Gabatarwa Mai Gajarta
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
عندما أجريت الاختبارات مجددا للأطفال وهم في سن 14، بعد عامين بالمدرسة الثانوية دون حصولهم على برامج فلسفية، حصل الأطفال على الدرجات نفسها بالضبط في اختبار القدرات الإدراكية (أي إنهم احتفظوا بالتحسينات التي اكتسبوها قبل ذلك)، في حين انخفضت بالفعل درجات المجموعة الضابطة. اشتركت في الدراسة ثلاث مدارس ثانوية، وتكررت النتائج بكل مدرسة.
بالتأكيد هذه دراسة واحدة وقد يجري التشكيك في نتائجها، لكن ثمة عددا متناميا من الأدلة التجريبية التي تقول بأن هذا النوع من النشاط الفلسفي له منافع اجتماعية وفكرية وعاطفية قابلة للقياس للأطفال. إنه ينتج أفرادا أكثر وعيا وثقافة، لا على المستوى الفكري وحسب، وإنما على المستوى الاجتماعي والعاطفي والأخلاقي أيضا.
على سبيل المثال، بعد أن طرحت مدرسة بوراندا ستيت، وهي مدرسة ابتدائية صغيرة بأستراليا، بجميع فصولها برنامجا فلسفيا على النحو السابق، ذكرت في تقريرها عن الأمر أنه حدث «تحسن كبير في النتائج» على مستوى السلوك الاجتماعي للطلاب:
إن احترام الآخرين وزيادة تقدير الطالب لذاته ... تغلغلا في جميع جوانب الحياة المدرسية . والآن قلت المشاكل السلوكية بمدرستنا (فنحن لدينا بالفعل بعض الطلاب العسيرو الانقياد). قلت درجة نفاد الصبر بين بعض الطلاب وبعضهم، وزاد استعدادهم لتقبل أخطائهم باعتبارها جزءا من التعلم، وهم يناقشون المشاكل حال حدوثها. وحسب كلام طالب في الخامسة من عمره: «الفلسفة نموذج جيد للطريقة التي ينبغي أن نتصرف بها مع أصدقائنا بالملعب» ... يندر وجود السلوك المتنمر بمدرسة بوراندا؛ إذ لم يتم التبليغ عن أي حادث تنمر هذا العام حتى تاريخه. كان تعليق أحد الزوار من الأكاديميين: «أطفالكم لا يتعاركون، بل يتناقشون ويتجادلون» ... ودائما ما يشير زوار المدرسة إلى «طابع» أو «روح» المكان. نحن نرى أن هذا هو النهج الذي يجب على أطفالنا أن يعامل بعضهم بعضا به. إن احترام الآخر المتولد في مجموعة الاستقصاء تغلغل في جوانب الحياة المدرسية كافة.
والآن يقر مفتشو المدارس التابعون للحكومة البريطانية بالمنافع التعليمية لمثل هذه البرامج؛ فعلى سبيل المثال، ذكر تقرير صادر عام 2001 عن مدرسة كولبي الابتدائية في نورفك ما يلي:
ثمة مكمن قوة متمثل في تدريس الفلسفة ومهارات التفكير؛ ففي تلك البرامج، يتعلم التلاميذ الإنصات إلى أفكار الآخرين وتدبرها والرد عليها على نحو ناضج. بلغ هذا العمل مبلغا راقيا، وهو له بالتأكيد تأثير إيجابي على نشاط الطلاب طوال العام الدراسي؛ إذ يمنحهم الثقة للتحدث ومناقشة الأفكار.
وبالطبع، من يرتابون في أن إيمانهم الديني لن يصمد أمام التعرض المبكر للفكر المستقل الناقد سيلتمسون جميع أنواع الأعذار من أجل حماية معتقداتهم الدينية من الاستقصاء لأطول فترة ممكنة. إلا أن الأدلة تشير إلى أن تشجيع الأطفال على التفكير باستقلالية في الأسئلة الكبرى هو أمر محمود للغاية؛ إذ إن له منافع اجتماعية وعاطفية وفكرية شتى. السؤال الآن: هل سنسمح لبعض المدارس بعدم التشجيع على هذا النشاط أو منعه لأسباب دينية، وما يترتب على ذلك من ضياع تلك المنافع على طلابها؟ لا أستطيع أن أرى أي تبرير لفعل ذلك. (2) المدارس الدينية
للإنسانويين مواقف مختلفة من المدارس الدينية؛ فبعضهم (وإن كان عددا قليلا نسبيا في رأيي) يعتقد أنه لا ينبغي القبول بالمدارس الدينية بعد الآن؛ فقد يقولون إن لم نكن نسمح بالمدارس السياسية، مثلا، التي تنتقي طلابها على أساس المعتقدات السياسية، وتبدأ كل يوم بإنشاد جماعي للأناشيد السياسية، وتعلق صور القادة السياسيين على حوائط الفصول، وتشجع الآراء الحزبية (وهي مدارس سوف تشكل بالتأكيد خطرا على أي ديمقراطية قوية)؛ إذن فلم ينبغي أن نسمح لنظيراتها الدينية؟
إلا أن كثيرا من الإنسانويين مستعدون للقبول بالمدارس الدينية، ما دامت هذه المدارس تستوفي الحد الأدنى من معايير معينة. على سبيل المثال، قد يرون أن المدارس الدينية المستقلة ينبغي أن تشجع على التفكير والشك، وينبغي أن تطلع الأطفال على مجموعة من الآراء الدينية واللادينية (ويفضل أن تكون على لسان معتنقيها فعليا)، وينبغي أن توضح بجلاء لكل تلميذ أن المعتقدات الدينية التي يعتنقها مردها إلى اختياره الحر. وحاليا، كثير من المدارس البريطانية لا تستوفي هذا الحد الأدنى من المعايير.
شكل 6-3: على مر التاريخ، كان محور تركيز أديان كثيرة غرس الإذعان السلبي بين المؤمنين بها.
Shafi da ba'a sani ba