Dan Adamtaka: Gabatarwa Mai Gajarta
الإنسانوية: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
على سبيل المثال، إن كنت إلها شريرا، فقد أظهر لمجموعتين مختلفتين من البشر في شكل إله خير وأقوم بمعجزات فوق طبيعية لأقنع كلا منهما بأنني موجود. فإن قلت لإحدى المجموعتين أشياء تناقض ما أقوله للمجموعة الأخرى، فإن النتيجة يمكن توقعها: صراع شرس لا نهاية له، باعتبار أن كلا من المجموعتين الآن تمتلك «برهانا» على أن الإله الحق إلى جانبها، وأن خصومها ناكرون لحقيقته.
إذن، هل المعجزات والتجارب الدينية أدلة تؤيد وجود الإله الخير أكثر من وجود إله شرير؟ بالتأكيد الإله الخير، بمعرفته بالمصائب الأخلاقية المروعة التي ستنتج إن ظهر على هذا النحو ، سيتجنب القيام بذلك. كان سيتأكد من عدم وجود مثل هذا اللبس حول من يضمن وجود الإله إلى جانبه وما ينبغي أن يؤمن الناس به. أما الإله الشرير في المقابل فسيدرك أن إظهاره نفسه على هذا النحو الملتبس الخادع سيخلق موقفا من المحتمل أن يزداد فيه الشر. وبذلك لا يتضح إن كانت المعجزات أو التجارب الدينية دليلا على وجود الإله الخير أفضل من كونها دليلا على وجود إله شرير. وفي الواقع، قد نذهب إلى أن التوزيع الفعلي لهذه الظواهر يناسب فرضية الإله الشرير أكثر مما يناسب فرضية الإله الخير. (8) نظريات العدالة الإلهية الأخرى
هل توجد نظريات أخرى للعدالة الإلهية أكثر نجاحا في الدفاع عن المعتقد التوحيدي، نظريات ربما لا يمكن وضع نظريات موازية لها؟ من بين نظريات العدالة الإلهية القياسية الأخرى التي يمكن وضع نظريات موازية لها: «الحل الدلالي». المقصود بمصطلحي «الخير» و«الشر»، عندما يتعلقان بالإله، شيء مختلف عن المقصود بهما عندما يتعلقان بالبشر. فبما أن الإله كيان يتجاوز الوجود المادي، فلا يمكن وصفه وصفا مناسبا باستخدام مصطلحات البشر. وهذا يفسر السبب وراء أن فعلا يقوم به البشر ويعتبر فعلا شريرا (مثل إنزال معاناة بالغة بشخص بريء) لا ضرورة لاعتباره شريرا إن قام به الإله.
لن يستغرق الأمر سوى برهة من التفكير حتى تدرك أنه يمكن تقريبا استخدام المناورة نفسها لشرح السبب وراء أن إلها شريرا سيقدم على أشياء، إن ارتكبها بشر، فستعتبر «خيرة».
شكل 3-1: اختار آدم وحواء ارتكاب الخطيئة. (رغم أنهما حينها لم يكونا يعرفان بعد الخير والشر، فكيف يمكنهما ارتكاب الخطيئة؟)
كما أنه من الممكن وضع نظريات عدالة إلهية موازية لتلك النظريات التي تفسر الشرور الطبيعية (مثل الزلازل والأمراض) على أنها ناتجة عن قوانين الطبيعة التي، بأخذ كل العوامل في الاعتبار، تنتج خيرا أكثر مما تنتج شرا، وأيضا لتلك التي تزعم أن أي شرور نقاسيها في هذا العالم سيتم تعويضنا عنها في الحياة الآخرة (سأدعك تكتشف تفاصيل ذلك بنفسك).
إلا أنني أعتقد أنه توجد نظرية واحدة على الأقل للعدالة الإلهية لا يمكن وضع نظرية موازية لها بسهولة؛ فقد حاول القديس أوغسطين تفسير الشرور الطبيعية بافتراض أنها نتيجة خروج آدم وحواء من الجنة. قطن آدم وحواء عالما مثاليا لا تعكر صفوه الكوارث الطبيعية ولا الأمراض؛ وعندما عصيا الإله وأذنبا، لم يفسدا أنفسهما فحسب، وإنما الطبيعة أيضا؛ فالأمراض والكوارث الطبيعية والموت هي نواتج هذا الفساد. وبذلك، فإن هذه الشرور هي في الواقع نتائج الإرادة الحرة. اختار آدم وحواء بحرية ارتكاب الخطيئة، وكذلك نحن نفعل؛ ونتيجة لذلك، نعاني أشد المعاناة، ولن تتوقف هذه المعاناة حتى نكف عن الخطيئة ونستسلم للإله.
لا يتضح لي إمكانية وضع نظرية موازية لنظرية أوغسطين السابقة حول العدالة الإلهية، وستكون كافة أنواع الصعوبات حائلا أمام محاولات وضع رواية مقابلة متماسكة حتى ولو على نحو غامض حول آدم وحواء آخرين، يتسببان بعصيانهما خالقهما الشرير في دخولهما الجنة؛ مما يؤدي إلى أشياء جيدة في الطبيعة. وربما يمكن وضع رواية مختلفة بعض الشيء تتضمن إلها شريرا قد تفسر وجود أشياء جيدة في الطبيعة، لكنه من الصعب معرفة كيف يمكنها أن تنسج رواية موازية للخروج من الجنة بالتفاصيل الكافية كي تكون نظرية عدالة إلهية مناقضة.
ولذا، ربما لا يمكن عكس كل نظريات العدالة الإلهية القياسية الموضوعة للدفاع عن الاعتقاد بوجود الإله الخير من أجل إنتاج نظرية عدالة إلهية مناقضة قد تستخدم للدفاع عن الاعتقاد بوجود إله شرير.
رغم أنه يبدو أن نظرية أوغسطين للعدالة الإلهية غير قابلة للانعكاس، فإنها ضعيفة للغاية؛ فآدم وحواء لم يوجدا من الأساس، وحتى إن كانا قد وجدا، فلا يمكن لخطيئتهما أن تفسر الكوارث الطبيعية المعاصرة، ولا يمكن تفسير الزلازل على أنها نتيجة لخطيئتهما؛ فالزلازل تنتج عن حركة الصفائح التكتونية التي تتسبب، مع وضع قوانين الطبيعة في الاعتبار، في إحداث زلازل على أي حال، سواء أخطأنا أم لا. وبالطبع نحن نعلم أن الزلازل وأمواج المد وثورات البراكين والأمراض وغيرها كانت تحدث لملايين السنين قبل وجود فاعلين أخلاقيين قادرين على ارتكاب الخطيئة؛ فكيف إذن يمكن أن تكون المعاناة البالغة المترتبة على تلك الأحداث نتيجة لخطيئة أو لخروج آدم وحواء من الجنة؟ (9) إشكالية الشر الإثباتية: خاتمة
Shafi da ba'a sani ba