الضابط (يضحك) :
ده أبوكي مات أكثر من عشرين مرة. أنت عندك كام أب؟ (نفيسة ترتدي النقاب وتخفي رأسها تماما.)
نفيسة :
كتير، ماتعدش، اللي يعد يتعب. (ظلام كامل على المسرح.) (يضيء المسرح مرة أخرى. يظهر العنبر والحوش. الجميع داخل العنبر كما كانوا. المسجونات متجمعات أمام باب الحوش المغلق. الشاويشة تحاول طردهن. يبتعدن عن الباب. تدخل الشاويشة إلى العنبر. بمجرد أن تدخل الشاويشة إلى العنبر تتجمع المسجونات مرة أخرى على الباب داخل العنبر. الجو كله يسوده الخوف والاضطراب والتوتر. الجميع ينتظرن قدوم ضابط المباحث بين لحظة وأخرى لأخذ علية إلى التأديب.) (علية تتمشى في العنبر بخطوات واثقة قوية متحدية. الجميع صامتات واجمات ينظرن إلى علية بعيون مختلفة. سالمة تبكي. اعتدال تمسح دموعها. عزة غاضبة. هادية تدعو الله . نجاة صامتة حزينة. مديحة حزينة. لبيبة تمسك رأسها بيديها. بسيمة تدخن. سميرة أعطت وجهها للحائط وراحت تصلي. رشيدة لا تزال راقدة متعبة. نفيسة أيضا موجودة جالسة في مكانها في يدها مصحف تقرأ قرآنا. الشاويشة تروح وتجيء من العنبر إلى الحوش في اضطراب تحاول إبعاد المسجونات عن باب الحوش المغلق أمامهن.) (لحظة صمت كامل.) (فجأة يرن في الجو صوت طلقات مدفع أو رصاص. تسمع ضجة وهرج ومرج.)
صوت امرأة تصرخ :
ضربوه. (ظلام. ينطفئ المسرح كله لحظة. الصورة لا تزال مضيئة. فجأة تنطفئ الأنوار حولها وتختفي الصورة من المسرح. يضيء المسرح كله مرة أخرى. تظهر الشاويشة تجري وتفتح باب الحوش وتخرج إلى الفناء تهرول. المسجونات اللائي كن واقفات عند الباب يهرولن وراءها في اضطراب ودهشة وفزع.) (المسجونات داخل العنبر يقفن جميعا ينظرن ناحية الحوش في دهشة وتساؤل وفزع.) (بعد لحظات تعود الشاويشة وهي تجري وتلهث في اضطراب، تدخل إلى العنبر، الجميع يتجمعن حولها.)
الشاويشة (تلهث) :
ضربوه وهو جاي في السكة.
الجميع (في نفس واحد) :
مين ضربه؟
Shafi da ba'a sani ba