إذا أتم الإنسان إرادة ذلك الآب وخدم الناس خدمة حقيقية فإن حياته إذ ذاك تكون حياة مقدسة. (6)
ولذلك فلا ينبغي على الإنسان أن يهتم كثيرا بإرادته الخاصة والسير على هواها؛ لأن ذلك يناقض مطالب الحياة الحقيقية المقدسة. (7)
إن الحياة الوقتية أو بتعبير آخر الحياة الجسدية، ما هي إلا طعام للحياة الروحية أو مواد مادية لها. (8)
الحياة الحقيقية غير مقيدة بزمان، بل هي حياة في الزمن الحاضر فقط. (9)
إن مشاغب وملاهي الحياة الماضية والآمال الكاذبة في الحياة المستقبلة تقودان الناس إلى الضلال، وتسدلان على عيونهم حجابا كثيفا يحول بينهم وبين القيام بمطالب الحياة الحاضرة المقدسة. (10)
يتحتم على الإنسان أن يحارب غش الحياة الماضية والمستقبلة، ويهدم كل صروح تلك الآمال والأفكار الكاذبة. (11)
إن حياة الإنسان الحقيقية الحاضرة ليست خاصة بشخصه وحده، بل هي في الحقيقة ونفس الأمر مرتبطة بحياة الهيئة الاجتماعية ارتباطا متينا. (12)
ولذلك عندما يكرس الإنسان حياته الحقيقية الحاضرة لخدمة البيئة الاجتماعية المرتبط معها والعائش في وسطها، حينئذ فقط يتحد مع الآب الذي هو أصل هذه الحياة.
إن هذه البنود الاثني عشر ملخص الاثني عشر فصلا التي لخصت بها الأناجيل، ثم أضفت إلى ذلك الصلاة التي علمها المسيح لتلاميذه.
ولما انتهيت من عملي وجدت أن هذه الصلاة مركبة من اثنتي عشرة مادة، يطابق معنى كل واحدة منها مضمون فصل من الفصول التي لخصت بها الأناجيل، فأدهشني ذلك ووقع من نفسي الاستحسان والسرور، وإليك البيان: (1) أبانا.
Shafi da ba'a sani ba