وفي متى، ص5، عدد 48: «فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل.»
وفي متى، ص6، عدد 6: «وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصل إلى أبيك في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.»
وفي متى، إصحاح 6، عدد 8: «فلا تتشبهوا بهم؛ لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه.» ومتى، إصحاح 6، عدد 14: «فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي.»
والمسيح نفسه سمي نفسه «ابن الله» من جهة التعميم، كما كان يسمي تلامذته وسائر الناس أبناء الله كما ورد في الآيات السالفة الذكر التي لا تدع شكا في نفس مرتاب. والمسيح نفسه يعتقد بأن الله خلقه كسائر الناس؛ ولذا دعا نفسه ابن الله كما دعاهم أبناء الله سواء بسواء، ولقد اتخذت الكنيسة ذلك حجة لتأييد دعواها على أن المسيح هو ابن حقيقي لله، كما أنني لاون بن نقولا تولستوي! معاذ الله إن هذا إلا ضلال مبين وافتراء على مقام الله الواحد الصمد المنزه عن الشريك.
ورد مثل ذلك في كثير من مواضع الإنجيل؛ مما يدل على أن جميع الناس هم أبناء الله، وقد جاء في إنجيل لوقا بأعظم صراحة أن كل إنسان هو ابن الله، وأن يسوع ليس مختصا بتلك التسمية، بل هو أيضا ابن الله كجميع الناس الذين خلقهم الله دون تمييز ولا حصر.
وعندما أورد لوقا الإنجيلي نسب المسيح ذكره من جهة الأم فقط، فقال: كان يسوع ابن مهللئيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم بن الله ... إلخ (لوقا، ص3، عدد 38).
وهكذا؛ فإن يسوع المسيح ابن الله هو ذلك الرجل الذي بشر الناس بتلك الأخبار الصالحة، وقد دعاه الناس يسوع، ودعي أيضا المسيح؛ أي المختار من الله، وقد دعي أيضا ابن الله.
إن هذا الفصل من الإنجيل يدل على مضمون الكتاب جميعه، فقد قلنا: إن تلك الكتب تتضمن أخبارا مفيدة للبشر؛ ولذلك يجب أن نوجه مزيد التفاتنا إلى مضمون هذا الفصل لكي نستطيع فيما بعد اختيار الأهم وتفضيله على المهم، وبما أن الكتاب كما قدمنا يتضمن أخبار الناس بالخير أو الصلاح؛ ولذلك فتكون تلك الأخبار موضوع بحثنا بقطع النظر عما ورد في الكتاب أيضا من الأخبار التاريخية والعجائب التي لا نهتم بها؛ ولذلك فإنه يمكننا حصر الفصل كله بالجملة الآتية: إن يسوع المسيح المسمى أيضا ابن الله قد أخبر الناس أخبارا مسرة مفيدة.
مختصر الأناجيل أو تلخيصها
إن هذا السفر يتضمن أربعة أمور: (1)
Shafi da ba'a sani ba