الدراسة:
استنبط الشيخ محمد رشيد رضا ﵀ استنباطا عقديا، في باب الجزاء، في مسألة الكفر ملة واحدة فاستحقوا جزاءً واحدا، بدلالة العموم.
وجه الاستنباط: ذكر الشيخ أنه من خلال علم المعاني في مسألة الخروج على مقتضى الظاهر، جاء النص (وأعتدنا للكافرين) أي: جميع الكافرين منهم ومن غيرهم، مع أن مقتضى الظاهر أن يقال (لهم)، وفي هذا إشارة إلى شدة عذابهم المشتمل على الذلة والضعف، والعموم لكل من حاد عن الطريق المستقيم، وأن في إظهار المستحق للعذاب زيادة تمكن ما استخدم في الدلالة عليه الاسم الظاهر بدل المضمر، وتمكن المسند إليه وتقريره في نفس السامع (^١).
ولم أجد من أشار إلى هذه القاعدة من المفسرين إلا أبي السعود حيث قال: "وُضع الظاهرُ موضعَ المُضمرِ إشعارًا بأن مَنْ هذا شأنُه فهو كافرٌ بنعمة الله تعالى ومن كان كافرًا بنعمة الله تعالى فله عذابٌ يُهينُه كما أهان النعمةَ بالبخل والإخفاءِ" (^٢).
(^١) انظر: البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها (ص: ٣٩٩).
(^٢) إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (٢/ ١٧٦).