234

Inference by Al-Khatib Al-Sharbini in His Interpretation of Al-Siraj Al-Munir

الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

Nau'ikan

الأمر بالإفاضة منها أمرًا بالوقوف بها ضرورة. (^١)
وممن وافق الخطيب في استنباط هذه الدلالة من الآية: الزجاج، والزمخشري، والرازي، والبيضاوي، والنسفي، والنيسابوري، وأبو السعود، وحقي، والشوكاني، والسعدي، وابن عثيمين، وغيرهم. (^٢)
قال الزجاج: (دلَّ بهذا اللفظ أن الوقوف بها واجب؛ لأن الإفاضة لا تكون إلا بعد وقوف). (^٣)
وذكر السعدي هذه الدلالة من جملة استنباطاته من هذه الآية فقال: (في قوله:
﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ دلالة على أمور: أحدها: الوقوف بعرفة، وأنه كان معروفًا أنه ركن من أركان الحج، فالإفاضة من عرفات، لا تكون إلا بعد الوقوف). (^٤)
وخالف أبو حيان فضعَّف دلالة هذه الآية على الوجوب وقال: (قيل: فيه دليل على وجوب الوقوف بعرفة، لأن الإفاضة لا تكون إلا بعده. انتهى هذا القول، ولا يظهر من هذا الشرط الوجوب، إنما يعلم منه الحصول في عرفة،

(^١) ينظر: بدائع الصنائع للكاساني (٢/ ١٢٥)
(^٢) ينظر: معاني القرآن وإعرابه (١/ ٢٧٢)، والكشاف (١/ ٢٤٦)، والتفسير الكبير (٥/ ٣٢٨)، وأنوار التنزيل (١/ ١٣١)، ومدارك التنزيل (١/ ١٧٠)، وغرائب القرآن (١/ ٥٦١)، وإرشاد العقل السليم (١/ ٢٠٨)، وروح البيان (١/ ٣١٧)، وفتح القدير (١/ ٢٣٢)، وتيسير الكريم الرحمن (١/ ٩٢)، وتفسير العثيمين (٢/ ٤٢٥)
(^٣) معاني القرآن وإعرابه (١/ ٢٧٢)
(^٤) تيسير الكريم الرحمن (١/ ٩٢).

1 / 234