134

Increase and Decrease of Faith and the Rule of Exception in it

زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه

Editsa

-

Mai Buga Littafi

مكتبة دار القلم والكتاب،الرياض

Bugun

الأولى ١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

ولهذا قال النبي ﷺ: "ليس الخبر كالمعاينة" ١ فإن موسى لما أخبره ربه أن قومه عبدوا العجل، لم يلق الألواح، فلما رآهم قد عبدوه ألقاها، وليس ذلك لشك موسى في خبر الله، لكن المُخْبَر وإن جزم بصدق المُخْبِر، فقد لا يتصور المُخْبَر به في نفسه كما يتصوره إذا عاينه، بل يكون قلبه مشغولًا عن تصور المخبر به، وإن كان مصدقًا به، ومعلوم أنه عند المعاينة يحصل له من تصور المخبر به ما لم يكن عند الخبر٢.
فالزيادة والنقصان في الإيمان شاملة لمعرفة القلوب لتفاضل الناس فيها، من جهة الإجمال والتفصيل، والقوة والضعف، والذكر والغفلة، فمعرفة الله وأسمائه وصفاته، وأنه بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وأنه غفور رحيم، عزيز حكيم، شديد العقاب، إلى غير ذلك من صفاته، كل ذلك داخل في الإيمان، إذ لا يمكن لمسلم أن يقول إنه ليس من الإيمان، ومعلوم أن الناس متفاوتون في معرفتها وغير متماثلين، بل لا يمكن لأحد أن يدعي تماثل الناس في ذلك٣.
ثم من المعلوم أيضًا أن الناس يتفاضلون في معرفة الملائكة وصفاتهم، ويتفاضلون في معرفة الروح وصفاتها، وفي معرفة الجن وصفاتهم، وفي معرفة الآخرة وما بها من نعيم وعذاب، بل ويتفاضلون

١ رواه أحمد (١/٢٧١) وابن حبان (كما في الإحسان ٨/ ٣٢) وأبو الشيخ في الأمثال (ص ٢٥) والحاكم (٢/٣٢١) من طرق عن سريج بن يونس عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعًا وإسناده صحيح، صححه ابن حبان، وقال الحاكم "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه "ووافقه الذهبي، وصححه الألباني، انظر صحيح الجامع (٥/ ٨٧) .
٢ انظر الفتاوى لابن تيمية (٧/ ٢٤٣) .
٣ انظر المرجع السابق (٧/ ٤١٤) .

1 / 146