[ثالثا الشمول والوضوح]
ثالثًا: الشمول والوضوح فقد ثبتت تفاصيل سيرته ﷺ بصورة شاملة وواضحة في جميع مراحلها منذ زواج أبيه عبد الله بأمه آمنة بنت وهب إلى ولادته ﷺ ثم إلى بعثته ﷺ بكل ما مر به قبل ذلك، ثم من نشر دعوته إلى وفاته ﷺ، فكل من أراد أن يعرف تفاصيل حياته ﷺ يستطيع ذلك بيسر ومن مصادر متعددة ثابتة النسبة إلى مؤلفيها، موثوقة البيانات التاريخية بصورة علمية، فالرسول ﷺ -كما قال أحد الناقدين الغربيين - (هو الوحيد الذي ولد في ضوء الشمس) - فقد تضمنت كتب السنة والسيرة النبوية إضافة إلى القرآن الكريم، تضمنت كل تفاصيل حياته ﷺ العامة والخاصة، فنحن الآن نعرف بدقة تامة جميع صفاته الخلقية والخلقية والسلوكية، فنعرف على سبيل المثال: لون بشرته وشكل أنفه ومنخره، وشكل فمه وأسنانه، ولون شعره وطوله وهيئة مشيته وجلسته، وكيفية كلامه وضحكه، وأحب الطعام إليه، وكيفية أكله وشربه بل حتى علاقاته الزوجية وسلوكه مع أزواجه! بل أبعد من ذلك إن آثار بيته وبقاياه، وقبره الذي دفن فيه موجود حتى الساعة، وبالإمكان التأكد من كل الصفات المنسوبة إليه بالوسائل العلمية الحديثة. فقد توفر لسيرته ﷺ من الحفظ والصون ما لم يتهيأ لبشر من قبله ولن يتوفر لكائن من كان من بعده ﷺ. وهذه المزايا الثلاث تجعلنا على يقين تام بصحة هذه السيرة وأنها سيرة نبي خاتم هو محمد بن عبد الله ﷺ ونوقن يقينًا مبنيًا على أساس علمي منهجي بأنه رسول الله ﷺ الذي أرسله الله تعالى إلى الناس كافة.
1 / 8