303

Imta'i da Mu'anasar

الامتاع و المؤانسة

Mai Buga Littafi

المكتبة العنصرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٤ هـ

Inda aka buga

بيروت

وقيل لأعرابي: لم قالت الحاضرة للعبد: باعك الله في الأعراب؟ قال: لأنّا نعري جلده، ونطيل كدّه، ونجيع كبده. وقال طفيليّ: إذا حدّثت على المائدة فلا تزد في الجواب على نعم، فإنّك تكون بها مؤانسا لصاحبك، ومسيغا للقمتك، ومقبلا على شأنك. وقيل لأعرابي: أيّ شيء أحدّ؟ قال: كبد جائعة، تلقي إلى أمعاء ضالعة «١» . وقيل لآخر: أيّ شيء أحدّ؟ قال ضرس جائع، يلقي إلى معىّ ضالع وقال آخر: أحبّ أن أصطاد ضبّا سحبلا ... وورلا يرتاد رملا أرملا قالت سليمى لا أحبّ الجوزلا ... ولا أحبّ السّمكات مأكلا الجوزل: فرخ الحمام. والورل: دابة. أرمل: صفة للورل. وإذا كان كذلك كان أسمن له، وهو يسفد فيهزل. ويقال: أقبح هزيلين: المرأة والفرس، وأطيب غثّ أكل غثّ الإبل، وأطيب الإبل لحما ما أكل السّعدان «٢»، وأطيب الغنم لبنا ما أكل الحربث. ويقال: أهون مظلوم سقاء مروّب، وهو الذي يسقى منه قبل أن يمخض وتخرج زبدته. ويقال: سقانا ظليمة وطبه، وقد ظلمت أوطب القوم. وقال الشاعر: وصاحب صدق لم تنلني شكاته ... ظلمت وفي ظلمي له عامدا أجر يعني وطب لبن. وكان الحسن البصريّ إذا طبخ اللحم قال: هلمّوا إلى طعام الأحرار. قال سفيان الثّوريّ: إني لألقى الرّجل فيقول لي مرحبا فيلين له قلبي، فكيف بمن أطأ بساطه، وآكل ثريده، وأزدرد عصيده؟ حكى أبو زيد: قد هجأ غرثي «٣»: إذا ذهب، وقد أهجأ طعامكم غرثي: إذا قطعه. قال الشاعر: فأخزاهم ربي ودلّ عليهم ... وأطعمهم من مطعم غير مهجئ قال: ويقال: بأرت بؤرة فأنا أبأرها، إذا حفرت حفيرة يطبخ فيها وهي الإرة. ويقال: أرت إرة فأنا أثرها وأرا.

1 / 310