رد ويليام: «تتجاوزين حدودك؟» ثم أردف: «أعتقد أنك أخجل فتاة رأيتها في حياتي. يسعدني كثيرا الإجابة عن أي سؤال قد تطرحينه علي. ما سؤالك؟» «دعني أوضح لك، يا سيدي، أنني أمتلك القليل من المال.» «في الواقع، أعتقد، يا سوزي، أن هذا مثير جدا للاهتمام. لم أكن أعرف أنك وارثة.»
قالت سوزي، وهي تنحني له احتراما انحناءة بسيطة خجولة، ظن أنها رائعة للغاية: «أوه، لست وارثة، يا سيدي ... الأمر بعيد كل البعد عن هذا. إنه فقط مبلغ صغير يصل إلى أربعمائة أو خمسمائة جنيه، يا سيدي.» ثم أردفت: «إن هذا المبلغ مودع في البنك، ولا يدر أي عائد، وأود استثماره في شيء يدر عائدا لي.» «بالتأكيد، يا سوزي، وتلك رغبة من جانبك تستحقين عليها الثناء الشديد. أعن هذا كنت تودين سؤالي؟» «نعم، إذا سمحت، يا سيدي. رأيت تلك الورقة على مكتبك، ورأيت أن أسألك ما إذا كان وضع أموالي في تلك المناجم استثمارا آمنا بالنسبة إلي، يا سيدي. اعتقدت، عندما رأيت تلك الورقة هنا، أن لك علاقة بهذا الأمر.»
أطلق ويليام صافرة طويلة متشككة، ثم قال: «إذن، أنت كنت تطلعين على أوراقي، أليس كذلك، يا آنسة؟»
ردت الفتاة، ناظرة إليه بفزع: «أوه لا، يا سيدي.» ثم أردفت: «أنا فقط رأيت اسم «منجم الميكا الكندي» على هذه الورقة التي كانت تقول إنه سيدر ربحا قدره عشرة بالمائة، وظننت، إن كانت لك أي علاقة بهذا الأمر، أن استثمار أموالي فيه سيكون آمنا بشدة.»
رد ويليام: «أوه، هذا لا شك فيه، لكنني لو كنت مكانك، يا عزيزتي، لم أكن لأضع أموالي في منجم الميكا.» «أوه، إذن، أنت ليس لك أي علاقة بالمنجم، أليس كذلك، يا سيدي؟» «بلى، يا سوزي، أنا لي علاقة بالأمر. كما تعلمين، الحمقى يبنون البيوت، والحكماء يسكنون فيها.»
قالت سوزي متأملة: «لقد سمعت هذا من قبل.»
قال الرجل الشاب، بابتسامة جميلة: «في الواقع، هناك شخصان أحمقان يبنيان المنزل الذي سندعوه منجم الميكا الكندي، وأنا الشخص الحكيم، ألا ترين ذلك، يا سوزي؟» «أخشى أنني لا أفهم تماما، يا سيدي.»
رد الشاب، وهو يضحك: «أنا لا أظن أن هناك الكثيرين الذين يمكنهم فعل هذا؛ لكنني أعتقد أنني في غضون شهر سأمتلك منجم الميكا هذا، وحينها، يا عزيزتي، إن كنت لا تزالين تريدين الحصول على سهم أو اثنين فيه، فسيسعدني بشدة إعطاؤك بضعة أسهم دون أن تدفعي أي أموال على الإطلاق.»
قالت سوزي باندهاش وسعادة: «أوه، هل ستفعل، يا سيدي؟ ومن يملك المنجم الآن؟» «أوه، رجلان؛ لن تعرفي اسميهما إن أخبرتك بهما.» «وهل سيبيعانه لك، يا سيدي؟»
ضحك ويليام بشدة، وقال: «أوه لا! إنهما نفسيهما سيباعان.» «لكن كيف يمكن أن يحدث هذا إن كانا لا يملكان المنجم؟ كما ترى، أنا فقط فتاة غبية جدا، ولا أفهم في أمور الأعمال. وهذا ما جعلني أسألك عن أموالي.» «أنا لا أعتقد أنك تعرفين ما هو عقد خيار الشراء، أليس كذلك، يا سوزي؟» «نعم، يا سيدي، لا أعرف؛ أنا لم أسمع به قط.» «حسنا، هذان الشابان لديهما ما يسمى بعقد خيار شراء على المنجم، وهذا يعني أن عليهما دفع مبلغ معين من المال في غضون وقت معين حتى يتملكا المنجم؛ لكن إن لم يدفعا هذا المبلغ في غضون الوقت المحدد، فلن يتملكاه.» «ألن يدفعا هذا المبلغ، يا سيدي؟» «نعم، يا سوزي، إنهما لن يفعلا ذلك؛ لأنهما لم يحصلا عليه. ثم إن هذين الأحمقين سيباعان؛ لأنهما يعتقدان أنهما سيحصلان على المبلغ، ولكن هذا لن يحدث.» «وأنت لديك المال اللازم لشراء المنجم عندما تنتهي مدة عقد خيار الشراء، يا سيدي.»
Shafi da ba'a sani ba