قال ونتوورث: «في واقع الأمر، إننا سعيدان للغاية لرؤيتك. كيف كانت رحلتك لباريس؟»
لم يبد الشاب على الإطلاق مندهشا من هذه الملاحظة. لقد رفع حاجبيه فقط وهز كتفيه وقال: «آه، حسنا، كما يعلم كلاكما بلا شك، باريس لم تعد كما كانت. ومع ذلك، فقد قضيت وقتا طيبا للغاية هناك.»
قال ونتوورث: «أنا سعيد لمعرفة هذا؛ وهل قابلت الرجال الذين توقعت مقابلتهم؟» «يجب أن أقر بأنني لم أفعل. لم أظن أن هذا ضروري. لدي خمسة أو ستة أشخاص مهتمين بالفعل بالأمر، وقد تعهدوا فعليا بتقديم كل رأس المال اللازم.» وبعد أن قال هذا، استدار حول المكتب الذي كانوا يقفون عنده، وجلس، واضعا ساقه اليمنى على ساقه اليسرى، وممسكا ركبته بيديه. «حسنا، ما الذي تم في غيابي؟ هل طرح المنجم للبيع بعد؟»
رد ونتوورث: «لا؛ لم يطرح المنجم للبيع بعد. والآن، سيد لونجوورث، قد حان وقت التحدث بصراحة. لقد سافرت لباريس دون أن تعلمنا على نحو مسبق في وقت حرج للغاية، ولم ترد على أي من الرسائل التي بعثت بها إليك.» «في الواقع، يا عزيزي، السبب هو أنني كنت أتوقع كل يوم أن أعود إلى هنا، وكل يوم كنت أجد أن الأمر يحتاج إلى وقت أطول.» «رائع للغاية؛ النقطة التي أود التأكد من إدراكك لها هي ما يلي: إن الوقت يداهمنا. إن كنا سنؤسس هذه الشركة، فعلينا أن نشرع في ذلك على الفور .»
قال لونجوورث، بنبرة عتاب: «زميلي العزيز، هذا بالضبط ما قلته لنفسي. إن الوقت يداهمنا، كما تقول. وبالطبع، كما قلت عندما انضممت إليكما، أنا ليس بإمكاني تخصيص كل وقتي لهذا. إننا شركاء متساوون، وحقيقة أنني كان علي أن أسافر لبضعة أيام لا يجب أن تؤثر على عملنا. ما الذي كان من المفترض أن تقوما به إن لم أكن شريكا لكما؟»
رد ونتوورث ببعض الحدة: «إن لم تكن شريكا لنا، لكنا قد مضينا قدما في الأمر وأسسنا الشركة، وإلا لكنا سنفشل؛ لكن حقيقة أنك شريك لنا هي فقط التي تعوقنا الآن عن فعل ذلك. نحن نشعر بأننا لا يحق لنا فعل أي شيء حتى نحصل على موافقتك، أو حتى نعلم أنه لا يتعارض مع شيء قد قمت به بالفعل.» «حسنا، يا رجال، إن كنتما تنظران للأمر هكذا، فأنا على استعداد تام للانسحاب. أنا على استعداد لإرجاع الورقة التي أخذتها منك، واستعادة الورقة التي أعطيتها لك. بالطبع، لا يمكننا العمل معا إن كانت هناك أي اتهامات متبادلة. لقد فعلت كل ما في وسعي؛ لقد فعلت كل ما وعدت بفعله؛ وحتى أكثر من ذلك؛ لكن إن ظننتما للحظة أن بإمكانكما المضي قدما في الأمر على نحو أفضل بدوني، فأنا على استعداد في أي وقت للانسحاب.» «ليس من السهل قول هذا، يا سيد لونجوورث، الآن بعد أن بقي على انتهاء مدة عقد خيار الشراء شهر واحد فقط. يجب أن تتذكر أن وقتا طويلا قد ضاع، ولم يكن هذا خطأنا.» «آه! هل تقصد أن تقول إنه قد ضاع بسبب خطئي أنا؟» «أقصد أننا إن كنا بمفردنا في الأمر، لكان شيء قد تم، بينما نحن الآن في نفس الوضع الذي انطلقنا منه. إننا في وضع أسوأ عما كان عليه الحال في البداية، ليس فقط لأننا قد أضعنا أموالنا وإنما أيضا لأننا قد أصبحنا غارقين في الدين.» «حسنا، سيد ونتوورث، أنا لم أعرض الانسحاب حتى كدت، في واقع الأمر، تطلب ذلك. أنا مستعد ومتحمس بشدة للمساعدة، لكن إن بقيت معكما، فيجب التأكد من عدم وجود مثل هذه الاتهامات المتبادلة بيننا. يجب أن تفعلا كل ما في وسعكما، ويجب أن أفعل كل ما في وسعي.»
قال ونتوورث: «رائع للغاية، إذن، تركك لنا في هذا الوقت ليس محل نقاش على الإطلاق. والآن، هلا تعطيني أسماء الأشخاص الذين عرضوا الانضمام إلينا؟» «بالتأكيد.»
أخرج لونجوورث دفتر ملاحظات من جيب معطفه الداخلي، بينما التقط ونتوورث قلما من على المكتب وسحب ورقة باتجاهه. «أولا: السيد ميلفيل.» «هل هذا هو ميلفيل الذي قابلته وتحدثت إليه بشأن تلك المادة؟» «أنا بالتأكيد لا أعرف. إنه على رأس شركة سكرانتن للخزف.» «هل أعرب عن رغبته في الانضمام إلينا؟» «نعم، يبدو أنه يعتقد أن المشروع جيد. لماذا تسأل؟» «في واقع الأمر، فقط لأنني قد أخذت عينة من المادة إليه وكتب لي مديره أنها غير ذات قيمة. يبدو من الغريب جدا أن يرغب في الاستثمار في المنجم رغم أن مديره يعتقد أن تلك المادة لا قيمة لها.» «أوه، إنه يرغب في الانضمام بصفته الشخصية. إنه ليس متأثرا على الإطلاق بما يقوله المدير. المدير لا علاقة له بشئون ميلفيل الخاصة.» «مع ذلك، يبدو هذا غريبا للغاية لأن كينيون عندما قابل المدير في الشمال، زعم أنهم لا يستخدمون هذه المادة وقال إنها ليس لها أي فائدة بالنسبة إليه.»
قال لونجوورث متأملا: «هذا عجيب للغاية.» ثم أضاف: «حسنا، كل ما يمكنني قوله هو أن ميلفيل أكد لي أنه يرغب في الاستثمار في هذا المنجم؛ لذا بحسب اعتقادي، هو والمدير مختلفان بشأن قيمة المادة. يمكنك كتابة اسم السيد ميلفيل بثقة تامة. أنا أعرفه جيدا، وأعرف أنه رجل أعمال دقيق. بالإضافة إلى ذلك، ستكون ميزة كبيرة أن ينضم إلينا رجل له صلة بصناعة الخزف.»
لم يكن هناك أي جدل بشأن هذه النقطة؛ لذا لم يقل ونتوورث أي شيء آخر. ثم ذكر لونجوورث أسماء خمسة أشخاص آخرين، لكن لم يكن ونتوورث يعرف أيا منهم. ثم أغلق دفتر ملاحظاته ووضعه في جيبه.
Shafi da ba'a sani ba