في عصر هذا اليوم، أرسل ونتوورث الرسائل بالبريد الأمريكي، وشعر بأنها كانت تؤدي الغرض منها بسرعة كما كان يتوقع. وفي صباح اليوم التالي، استقبل رسالة باسم جون كينيون موجهة لعناية ونتوورث، وعن طريق بريد لاحق، وصلت رسالة إلى ونتوورث نفسه من جون، الذي كان قد وصل إلى أول مكان له وعقد مقابلة بالفعل مع مدير مصنع للخزف هناك. لقد وجد المادة تماما كما كان يتوقع، وكانوا هناك على استعداد للحصول على كمية معينة كل عام من المادة بسعر معين. وقد رسمت تلك الرسالة على وجه ونتوورث ابتسامة رضا، وبدأ ثانية يتساءل عن السبب الذي دفع آدم براند، الذي يمثل إحدى الشركات المعروفة، إلى الكذب المتعمد. وقبل أن يتاح له الوقت لحل هذا اللغز، أعلن الساعي عن رغبة أحد الأشخاص في رؤيته، وأعطى له بطاقة تحمل اسم ويليام لونجوورث. عقد ونتوورث حاجبيه بينما كان ينظر إليها.
وقال: «من فضلك، اطلب من هذا السيد النبيل أن يدخل.» ودخل الرجل. «كيف حالك، يا سيد ونتوورث؟ أعتقد أنك تتذكرني، على الرغم من أنني لم ألتق بك كثيرا على متن السفينة.»
رد ونتوورث: «أنا أتذكرك جيدا.» ثم أردف: «هلا تتفضل بالجلوس؟» «شكرا. أنا لم أكن أعرف أين أجد السيد كينيون؛ لذا، ونظرا إلى أنني على علم بأن كليكما مهتمان بأمر منجم الميكا هذا، جئت لمقابلتك بشأنه.» «فعلا! لقد فهمت من السيد كينيون أنه قد زارك وأنك قد قررت ألا تكون لك أي علاقة بالأمر.» «أعتقد أنه لم يكن محقا في قول أي شيء خاص جدا كهذا. لقد حصلت منه على التفاصيل التي سمح هو بإعطائها. إنه ليس شخصا جيدا في التواصل في أحسن الأحوال، لكنه قال لي شيئا عن الأمر، وكنت أفكر في عرضه. وقد قررت الآن أن أساعدكما في هذه المسألة، هذا إن أردتما الحصول على مساعدتي. لكن ربما وصلت الأمور إلى مرحلة لا ترغبان فيها في أي مساعدة؟» «على العكس، لم نفعل سوى القليل جدا. السيد كينيون الآن لدى مصنعي الخزف في الشمال، ليعرف مدى الطلب الذي سيكون في إنجلترا على هذه المادة.» «آه، فهمت. هل وصلتك بعد أي أخبار منه؟» «لا شيء سوى رسالة هذا الصباح، وكانت مرضية جدا.» «إذن، لا يوجد أي شك في كون تلك المادة مفيدة في صناعة الخزف؟» «لا شك على الإطلاق.» «في الواقع، أنا سعيد لهذا. والآن، تحدث معي السيد كينيون على متن السفينة عن إمكانية وجود شراكة متساوية بيننا؛ أي: تأخذ أنت الثلث ويأخذ هو الثلث الثاني وآخذ أنا الثلث الأخير. إننا لم ندخل بعمق في التفاصيل، لكنني أعتقد أننا يجب أن نتشارك التكلفة بالقدر نفسه؛ أقصد التكاليف المبدئية، أليس كذلك؟»
قال ونتوورث: «بلى، هذا سيكون أساس الاتفاق، كما أتصور.» «حسنا، هل لديك الصلاحية لمناقشة الأمر معي أم سيكون من الأفضل بالنسبة إلي أن أنتظر حتى يعود كينيون؟» «يمكننا الاتفاق على كل شيء هنا والآن.» «رائع للغاية. هل سيكون لديك أي اعتراض على رؤية الأوراق الخاصة بالمنجم؟ وأود الحصول على الأرقام الخاصة بالمردود بأسرع ما يمكن، وأي تفاصيل أخرى قد تكون لديك مما يتيح لي تقدير قيمة المنجم. وأيضا، أود رؤية نسخة من عقد خيار الشراء، أو الوثيقة الأصلية التي امتلكتما بها المنجم.» «بالتأكيد؛ أنا على أتم الاستعداد لإعطائك كل المعلومات التي في حوزتي.» التفت ونتوورث إلى مكتبه وكتب لبضع دقائق ثم جفف الورقة التي كان يكتب عليها من الحبر وأعطاها للونجوورث. ثم أضاف: «أنت ليس لديك اعتراض، قبل فعل هذا، على التوقيع على هذه الوثيقة، أليس كذلك؟»
ضبط لونجوورث نظارته الأحادية على عينه، ونظر إلى الورقة، التي كان محتواها كالتالي: «اتفقت بموجب هذا على أن أفعل ما في وسعي لتأسيس شركة ذات مسئولية محدودة بغرض الاستحواذ على منجم أوتاوا للميكا. واتفقت على دفع حصتي من التكاليف وحصولي على ثلث الأرباح.» «لا، أنا لا أعترض على التوقيع على هذا، رغم أنني أعتقد أنه يجب أن يكون أكثر تحديدا قليلا. أعتقد أنه يجب أن يذكر أن الالتزام الذي علي هو ثلث التكاليف المبدئية برمتها، وأن الثلثين الآخرين يجب دفعهما من قبلك أنت وكينيون؛ وأنني، في المقابل، يجب أن أحصل على ثلث الأرباح، في حين تحصلان أنت وكينيون على الثلثين الآخرين. أعتقد أنه يجب أن يتضمن أيضا قيمة رأس مال الشركة الجديدة؛ لقد اقترح مائتا ألف جنيه، إن كنت أتذكر جيدا.»
رد ونتوورث: «رائع للغاية، سأعيد كتابة هذا وفق ما تريد.»
فعل ونتوورث هذا، وقرأه لونجوورث، بعد أن عدل من وضع نظارته ثانية.
ثم قال: «والآن، وبما أننا التزمنا الرسمية الشديدة حيال الأمر، فربما يكون حريا بك أن تعطيني وثيقة يمكنني الاحتفاظ بها، تنص على هذه التفاصيل نفسها.»
رد ونتوورث: «دون شك، سأفعل هذا. ربما سيكون من الأفضل أن تكتب أنت الوثيقة بحيث تناسب ما تريد، وأنا سأوقع عليها.» «أوه، لا، مطلقا. اكتب كل ما هو مذكور هنا، بحيث تكون لديك نسخة وتكون لدي النسخة الأخرى.»
لقد تم القيام بهذا.
Shafi da ba'a sani ba