64

Mace Ta Shiga

تدخل‎ امرأة

Nau'ikan

عند وصوله إلى غرفته في حي السيتي، وجد ميلفيل بانتظاره.

صافح ميلفيل لونجوورث الشاب ، وأخرج عينة معدنية من جيبه ووضعها على مكتب الرجل الشاب وقال: «أعتقد أنك تعرف من أين أتت هذه؟»

نظر لونجوورث إليها في حيرة جعلت ميلفيل يعتقد أنه يعرف القليل جدا عن الأمر. «أنا ليست لدي أدنى فكرة، في واقع الأمر.» «كيف؟ لقد قيل لي إنك مهتم بالمنجم التي أخذت هذه منه. لقد زارني السيد ونتوورث أمس، وأعطاني اسمك باعتبارك أحد المهتمين بأمر المنجم.» «آه، نعم، فهمت؛ نعم، نعم، أنا لدي ... بعض الاهتمام بالمنجم.» «حسنا، هذا ما جئت لأتحدث معك بشأنه. أين يقع المنجم؟» «إنه بالقرب من نهر أوتاوا، على ما أعتقد، فوق مونتريال بمسافة كبيرة. أنا لست متأكدا من مكانه بالضبط، لكنه في مكان ما في تلك المنطقة.» «ظننت من خلال ما قاله ونتوورث أنه في الولايات المتحدة الأمريكية. لقد ذكر شخصا آخر باعتباره شريكه في هذا الأمر؛ لقد نسيت اسمه.» «جون كينيون، على الأرجح.» «كينيون! نعم، أعتقد أن هذا هو الاسم. نعم، أنا متأكد أنه كذلك. والآن، هل لي أن أسألك عن علاقتك بهذا المنجم؟ هل أنت شريك ونتوورث وكينيون فيه؟ هل أنت المالك الأساسي للمنجم، أو أن المنجم مملوك لهما؟» «بادئ بدء، سيد ميلفيل، أود أن أعرف لماذا تسألني هذه الأسئلة؟»

ضحك ميلفيل. «حسنا، سأخبرك. نحن نود معرفة فرصة حصولنا على حصة غالبة في هذا المنجم. لقد أوضحت لك ما أريد بصراحة شديدة، أليس كذلك؟» «بلى، لقد فعلت. لكن من تقصد بكلمة «نحن»؟ من مهتم بالأمر غيرك؟» «بكلمة «نحن» أقصد شركة الخزف التي أنتمي إليها. تلك المادة مفيدة في صناعة الخزف. أعتقد أنك تعرف هذا.»

رد لونجوورث: «نعم، أنا على علم بهذا.» رغم أنه قد سمع بالأمر في ذلك الوقت للمرة الأولى. «رائع جدا، إذن؛ أود أن أعرف مالك المنجم.» «مالك المنجم في الوقت الراهن شخص أجنبي لا أعرف اسمه أو عنوانه. الشابان اللذان تتحدث عنهما لديهما عقد حق شراء على هذا المنجم لمدة محددة؛ لكنني لا أعرف ما هي. لقد كانا يحثاني على الانضمام إليهما لتأسيس شركة لطرح هذا المنجم للبيع بمبلغ مائتي ألف جنيه في سوق لندن.»

قال ميلفيل: «مائتا ألف جنيه!» ثم أردف: «يبدو هذا لي مبلغا ضخما للغاية.» «هل تعتقد ذلك؟ في واقع الأمر، الاعتراض الذي أبديته على الأمر كان أنه كان صغيرا جدا.» «لا بد أن هذين الرجلين لديهما فكرة مبالغ فيها فيما يتعلق بقيمة هذه المادة عندما ظنا أنه سيدر أرباحا على المائتي ألف جنيه.» «إن تلك المادة هي ليست المادة الوحيدة الموجودة في المنجم. في الواقع، إنه يدر أرباحا بالفعل على خمسين ألف جنيه أو نحو ذلك، بسبب الميكا الموجودة به. إنه يجري التنقيب فيه عن الميكا فقط. وفي الحقيقة، أنا لا أعرف الكثير عن المادة الأخرى.» «وهل تعتقد أن المنجم يستحق مائتي ألف جنيه؟» «بصراحة، لا.» «إذن، لماذا لك علاقة به؟» «أنا ليست لي علاقة به؛ على الأقل، ليست لي علاقة محددة به. إني أضع الأمر قيد الدراسة. بالطبع، إن كان هناك أي شيء يقترب من كونه احتيالا فيه، فأنا لن تكون لي أي علاقة به. ستعتمد علاقتي به من عدمها على نحو كبير على الأرقام التي سيريني إياها الرجلان.» «فهمت؛ لقد فهمت موقفك.» ثم مال باتجاه لونجوورث وقال بصوت منخفض: «أنت رجل أعمال. والآن، أريد أن أسألك عن فرصة حصولنا على المنجم بمبلغ يقترب من قيمة عقد الخيار الأصلية، التي، بالطبع، تقل كثيرا عن المائتي ألف جنيه. نحن لا نريد أن يكون هناك الكثير من الأطراف في الأمر. في واقع الأمر، إن استطعت أن تحصل عليه لنا بسعر معقول، ولا تريد أن تزعج نفسك بشأن المنجم نفسه، فسنحصل عليه بأكمله لنا.»

فكر لونجوورث الشاب للحظات، ثم قال لميلفيل: «هل تقصد استبعاد الرجلين الآخرين، كما يقولون في أمريكا؟» «أنا أعرف شيئا عن مسألة الاستبعاد هذه؛ لكن، بالطبع، مع وجود هذين الشخصين، لن يكون هناك ربح كبير يمكن اقتسامه. نود التعامل مع أقل عدد ممكن من الأشخاص.» «تماما. أفهم ما تقصد. وأعتقد أن هذا يمكن تنفيذه. هل أنتم في عجلة شديدة من أمركم فيما يتعلق بتملك المنجم؟» «ليس تماما. لماذا؟» «حسنا، إذا سارت الأمور على ما يرام، فأعتقد أن بإمكاننا الحصول عليه بنفس مقابل عقد خيار الشراء الأصلي. وسيعني هذا، بالتأكيد، الانتظار حتى انتهاء مدة هذا العقد.» «ألن تكون هناك بعض المخاطرة في هذا؟ إنهما ربما يؤسسان شركتهما في غضون ذلك، وحينها، سنفقد كل شيء. إننا كما نسعى للحصول على المنجم لأنفسنا نسعى بالقدر نفسه لمنع أي أحد غيرنا من فعل ذلك.» «أفهم ذلك. لقد فكرت مليا في الأمر. وأعتقد أن هذا يمكن تحقيقه دون مخاطرة كبيرة؛ لكن، بالطبع، سيكون علينا أن نتكتم بعض الشيء على الأمر.» «أقدر ضرورة ذلك.» «رائع للغاية. سأراك ثانية بعد أن أكون قد فكرت في المسألة، ويمكننا التوصل إلى اتفاق ما.» «يجب أن أقول إن مديرنا قد كتب رسالة إلى ونتوورث، يقول له فيها إن تلك المادة ليست ذات فائدة بالنسبة إلينا.»

قال لونجوورث الشاب، بنظرة تنم عن الذكاء: «رائع.» «لذا، بالطبع، عند الحديث مع ونتوورث عن المنجم، من الأفضل أيضا ألا تذكرنا بأي نحو.» «أنا لن أفعل هذا.» «رائع جدا. سأترك الأمر في يديك في الوقت الراهن.» «نعم، افعل هذا. سأمعن التفكير في الأمر في عصر اليوم، وربما أرى ونتوورث وكينيون غدا. لا داعي للعجلة الشديدة؛ لأنني عرفت مصادفة أنهما لم يفعلا أي شيء حيال الأمر حتى الآن.»

وهنا، غادر السيد ميلفيل، وأخذ لونجوورث الشاب يذرع الغرفة ذهابا وإيابا، وهو يفكر في خطة ستجلب له مالا وفي نفس الوقت ستجعله يشعر بالرضا لإضاعة فرصة مهمة على جون كينيون.

وعندما وصل لونجوورث البيت، انتظر أن تقول له ابنة عمه شيئا عن كينيون؛ لكنه سرعان ما رأى أنها لم تكن تنوي الحديث عنه على الإطلاق. لذا، قال لها: «إديث، هل تتذكرين كينيون وونتوورث؛ اللذين كانا على متن السفينة؟» «أتذكرهما جيدا.» «أتعرفين أن لديهما منجما للبيع؟» «نعم.» «لقد كنت أفكر فيه؛ في الحقيقة، زارني كينيون في مكتبي منذ يوم أو اثنين، وفي ذلك الوقت، ودون أن أخضع الموضوع لمزيد من التفكير، لم أتحدث إليه على نحو إيجابي؛ لكنني أخذت أفكر في الأمر منذ ذلك الحين، ووصلت إلى شبه قرار بمساعدتهما. ما رأيك؟» «أوه، أعتقد أن هذه ستكون خطة رائعة. أنا متأكدة أن المنجم جيد، وإلا ما كان كينيون ستكون له أي علاقة به. سأكتب رسالة لهما، إن رأيت أن هذا مناسب، أدعوهما فيها للمجيء إلى هنا للحديث معك عن الأمر.» «لن يكون هذا ضروريا على الإطلاق. أنا لا أريد أن يأتي الناس إلى هنا للحديث بشأن أمور العمل. مكتبي هو المكان الملائم.» «لكننا قابلناهما على نحو ودي على متن السفينة، وأعتقد أنه سيكون من اللطف إن جاءا إلى هنا في مساء أحد الأيام وتحدثا في الأمر معك.» «أنا لا أحبذ مناقشة أمور العمل في البيت. سيكون هذا حديث عمل فقط، ويجب أن يتم في مكتبي أو في مكتب ونتوورث، إن كان لديه واحد، وأعتقد أن هذا هو الحال.» «أوه، بالتأكيد؛ إن عنوانه هو ...» «أوه، إنك تعرفينه، أليس كذلك؟»

Shafi da ba'a sani ba