نظر المدير ثانية إلى الورقة التي معه.
ثم قال: «لست متأكدا من ذلك.» وأضاف: «إنه يريد معرفة الكمية التي نستخدمها منها كل عام، والكمية المستخدمة منها في إنجلترا، والسعر الذي ندفعه في الطن منها. أستطيع أن أحكم، من هذا، أن لديه فكرة عن قيمتها، ويريد فقط أن يتحقق منها. نعم، أنا متأكد من أن هذا هو مسعاه. أخشى أنه لا يمكن فعل الكثير مع السيد ونتوورث.» «ما الذي تفكر في فعله؟» «عزيزي ميلفيل، إن استطعنا الحصول على مثل هذا المنجم، مع افتراض أن به كمية لا محدودة من تلك المادة، فيمكننا السيطرة على أسواق الخزف في العالم.» «أنت بالطبع لا تقصد ما تقوله!» «إن هذه حقيقة، بسبب نقاء المادة. المادة التي نستخدمها مشربة بشدة بالحديد؛ علينا إخراج الحديد منها، وهذا يكلفنا بعض المال. هذا لا يعني أن المادة في حد ذاتها غير مألوفة على الإطلاق؛ فهي واحدة من أكثر المواد شيوعا في الطبيعة؛ لكنني لم أر شيئا من قبل بهذا النقاء. إنني أتساءل إن كانت هذه عينة فعلية مما بإمكانهم استخراجه من المنجم. وإذا كان الأمر كذلك، فأنا أفضل امتلاك هذا المكان على امتلاك منجم ذهب أنا أعلم بتفاصيله.» «حسنا، سأتحدث إلى السيد ونتوورث، إن أردت. إنه سيأتي إلى هنا في نحو ذلك الوقت غدا، وسأجد إن كان بالإمكان عقد اتفاق معه.»
رد المدير، الذي كان لا يفضل أبدا فعل الأشياء بطريقة مباشرة: «لا، أنا ما كنت سأفعل هذا.» ثم أردف: «أعتقد أن أفضل طريقة هي أن ترى لونجوورث. الاحتمال الأكبر أن رجل اقتصاد مثله لا يعرف قيمة هذا المكان؛ وإن لم تكن تمانع، فسأكتب رسالة إلى السيد ونتوورث وأعطيه رأيي في هذه المادة.» «ماذا سأقول للونجوورث؟» «قل له ما تشاء؛ أنت تفهم في هذا النوع من الأمور أفضل مني. ها هي حقائق المسألة. إن استطعنا الحصول على حصة غالبة في هذا المنجم، مع افتراض أن المادة الموجودة به متوافقة مع العينة - أعتقد أن هذه عينة مختارة بعناية؛ بالطبع، سيكون علينا أن نرسل أحدا إلى أمريكا لنتأكد - إن استطعنا الاستحواذ على هذا المكان، فستكون هذه هي أهم صفقة قمنا بها في مجال الأعمال، بشرط، بالطبع، أن نحصل عليه بسعر رخيص بالقدر الكافي.» «ماذا تقصد بسعر رخيص بالقدر الكافي؟» «ستعرف المبلغ الذي سيبيع به لونجوورث المنجم.» «لكن ماذا لو كان ونتوورث يمتلك المنجم أو يمتلكه مناصفة مع لونجوورث؟» «أعتقد، على نحو ما، أنك إذا كنت تعرف لونجوورث، فيمكنك على الأرجح التوصل إلى اتفاق جيد معه. وفي غضون ذلك، سأرسل أنا رسالة إلى ونتوورث. هل معك هنا عنوانه؟» «نعم.» «رائع جدا.»
أخذ قلمه وكتب على عجل الرسالة التالية:
سيدي العزيز
يؤسفني القول إن المادة التي تركتها في مكتبنا أمس غير ذات قيمة بالنسبة إلينا. إننا لا نستخدم مادة من هذا النوع، وبقدر علمي، إنها غير مستخدمة في أي مكان في إنجلترا.
المخلص
آدم براند
الفصل التاسع عشر
الاحتمال الأكبر، بغض النظر عن الظروف التي التقى فيها لونجوورث الشاب وكينيون لأول مرة، هو أن الأول سيكره الثاني. وعلى الرغم من أن صداقات قوية قد تكونت بين أشخاص مختلفين في الطبائع، فلا يجب أن ينسى أن عداوات قوية مماثلة قد نشأت بين أناس فقط لأنهم ذوو طبائع متباينة. لا يمكن أن يكون هناك شابان مختلفان كل منهما عن الآخر مثل هذين الشابين؛ وعندما تذكر لونجوورث اللقاءات المختلفة التي جرت بينه وبين كينيون، اعترف بينه وبين نفسه بأنه يكن بغضا شديدا لهذا المهندس. وقد أضافت الصداقة الواضحة التي كانت تجمع بين كينيون وابنة عمه مرارة لهذا البغض الذي كان يتحول بسرعة إلى كراهية. لكنه هدأ كثيرا، في أثناء الرجوع للمنزل بالعربة، وأصبح مقتنعا بأنه من الأفضل ألا يقول شيئا عن لقائها بكينيون ما لم تذكر هي الموضوع. ففي النهاية، العربة ملكها وليست ملكه، وقد كان يدرك هذه الحقيقة. وقد تساءل عن مقدار ما قاله كينيون عن اللقاء الذي جرى بينهما في مكتب عمه. ولكنه أثنى على نفسه بأنه كان يعرف الكثير عن النساء بحيث يتأكد من أنها سرعان ما تذكر الأمر، ثم تمنى معرفة مقدار ما قد قيل على وجه التحديد. ولدهشته، لم تقل ابنة عمه شيئا على الإطلاق عن الأمر، لا في ذلك المساء ولا في صباح اليوم التالي، ومن ثم ذهب إلى مكتبه في حالة مزاجية متحيرة بعض الشيء.
Shafi da ba'a sani ba