قال كينيون: «لا توجد صخور هنا.» ثم أضاف: «اليوم صاف على نحو مثالي، ومن الواضح أننا لم نخرج عن مسارنا. هناك مشكلة ما في الآلات، على ما أعتقد. فقط انتظريني للحظات، وسأكتشف الأمر.»
بينما كان يسرع كينيون باتجاه الدرج، قابل بحارا يسرع في الاتجاه الآخر.
سأل كينيون: «ما الأمر؟»
لم يرد البحار.
ولدى دخول كينيون من الباب الخاص بالدرج المؤدي لأسفل السفينة، وجد المكان مليئا بالبخار، وقابل هناك ضابطا.
سأله: «ما الأمر؟ هل هناك خطب ما؟»
كان الرد، الذي كان مقتضبا بشدة: «كيف لي أن أعرف ؟ رجاء لا تطرح أي أسئلة. كل شيء سيكون على ما يرام.»
لم يكن هذا مشجعا. وبدأ الناس يحتشدون على الدرج، وهم يسعلون ويتنفسون بصعوبة وسط البخار، وسرعان ما امتلأ السطح - الذي كان منذ لحظات خاليا تقريبا من أي شخص - بأناس منزعجين بعضهم بملابس كاملة، وأما البعض الآخر فلا. «ما الخطب؟» كان هو السؤال الذي كان يجري على كل لسان، والذي لم تكن له، بعد، إجابة. كان الضباط الذين كانوا يجرون هنا وهناك صامتين، أو كانوا يعطون ردودا قصيرة وغير مرضية على الاستفسارات التي كانت تنهال عليهم من كل حدب وصوب. لم يتوقف الناس للحظة ليفكروا أنه حتى الضابط البحري ليس منتظرا منه أن يعرف مقدما ماذا قد يكون السبب وراء التوقف المفاجئ للمحرك. وبعد مدة قصيرة، ظهر القبطان، وهو يبتسم ويتسم بالهدوء. وأخبرهم بأنه ليس هناك خطر. قال إنه قد حدثت مشكلة ما في الآلات، لم يكن بإمكانه حينها تحديدها على وجه الدقة؛ لكن لم يكن هناك أي داع للفزع، وأضاف أن كل شيء سيصبح على ما يرام في خلال وقت قصير فقط إن احتفظ الجميع بهدوئه. أسهمت هذه الكلمات، والعديد من الأكاذيب الأخرى، التي دائما ما تقال في مثل هذه المناسبات، في تهدئة مخاوف الركاب؛ وتدريجيا، غادر الواحد تلو الآخر إلى غرفته عندما عرف أن السفينة لن تغرق في الحال. كلهم ظهروا بعد بعض الوقت مرتدين الملابس المناسبة. وسرعان ما اختفى البخار الذي كان قد ملأ القاعة الرئيسية، تاركا الأثاث تعلوه الرطوبة الدافئة. وفي النهاية، دق جرس الإفطار ذو الصوت العالي كما لو أن شيئا لم يحدث، وربما أدى هذا، أكثر من أي شيء آخر، لتبديد مخاوف الركاب. إذا كان الإفطار على وشك أن يقدم، إذن، فالأمور، بالطبع، لم تكن خطيرة. ومع ذلك، فالعديد من الركاب في ذلك الصباح لم تكن لديهم شهية كبيرة لتناول الإفطار المقدم لهم. الشيء السار الوحيد، كما قال الجميع، كان أن الطقس ظل رائعا بشدة والبحر هادئا جدا. بالنسبة إلى القليلين الذين يعرفون شيئا عن كوارث البحر، فإن ميل السفينة للجانب الأيسر كان علامة شديدة الخطورة. لكن غالبية الركاب لم يلاحظوا الأمر. بعد الإفطار، صعد الركاب على السطح. وكان هناك تجنب رائع للعجلة، من جانب الضباط البحريين والبحارة على حد سواء. كانت الأوامر تعطى بهدوء وبرزانة، وتطاع بنفس الهدوء والرزانة. وكان الضباط البحريون لا يزالون موجودين على منصة القيادة، على الرغم من عدم وجود أوامر ليعطوها للرجل المسئول عن الدفة أو تدوير للمراوح الدافعة. كل هذا الغياب للعجلة كان له تأثير مهدئ جدا على الركاب، الذين كان الكثير منهم يحتاجون فقط إلى مبرر صغير للدخول في حالة خوف هيستيري. لكن مع تقدم اليوم، بدا أن شعورا عاما بالأمن كان يسيطر على كل من كان على متن السفينة. كلهم هنئوا أنفسهم على حقيقة تصرفهم على نحو مثالي في ظل الظروف المفزعة بعض الشيء التي مروا بها. ومع ذلك، أولئك الذين كانوا يراقبون تحركات القبطان رأوا أنه كان يفحص خط الأفق الطويل عبر نظارته المكبرة من آن لآخر بقلق كبير، ولاحظوا عند النظر إلى خط المستوى الطويل حيث يلتقي البحر والسماء عدم وجود أي شراع حول الدائرة الكاملة. وكان يأتي من غرفة المحرك صوت صلصلة المطارق، وكان الاعتقاد السائد هو أنه يمكن تصليح المحرك، بغض النظر عن المشكلة الموجودة فيه. كان هناك شيء واحد أكيد وهو عدم وجود أي مشكلة في أعمدة الإدارة. كانت المشكلة، أيا كانت ماهيتها، موجودة في المحرك وحده. وجد كل الركاب أنفسهم متأثرين بنحو أو بآخر بالإحساس الغريب الناتج عن توقف السفينة - الإدراك العجيب والمحير للصمت التام - بعد الصخب المستمر الذي اعتادوا عليه بشدة طوال رحلتهم. في تلك الليلة وفي وقت العشاء، أخذ القبطان مكانه على رأس الطاولة، وهو في شدة اللطف والتهذيب، وكأنه لم يحدث شيء غير عادي؛ ولاحظ الركاب، الذين كانوا في حالة من التوتر والقلق، بغض النظر عن الهدوء الخارجي البادي عليهم، ذلك مبدين مشاعر تقدير وإعجاب.
سأل أحد الركاب القبطان: «ما المشكلة؟ وما مدى الحادث؟»
نظر القبطان عبر أنحاء الطاولة الطويلة.
Shafi da ba'a sani ba