Mace Daga Kampo Kdees
امرأة من كمبو كديس
Nau'ikan
قالت دون مقدمة: عايزة أشوف وشك.
ودون أن تنتظر إجابتي أضاءت البطارية في وجهي مباشرة، تجولت بالضوء حول أذني وشعري وعنقي وأيضا صدري، مسحت بكفها على حواجبي قالت لي: افتح خشمك.
قذفت بحزمة ضوء في فمي، كانت أسناني بيضاء ومنتظمة وجميلة وستشع نورا نتيجة لسقوط الضوء عليها وستعجبها أكثر من أنفي القبيح، والذي أعرف أنه قبيح جدا، ولو أن أذني جميلتان، قالت لي بصوت حالم: أنت حلو.
أخذت منها البطارية وأضأتها في وجهها، فصعقني الوجه برغبة واحدة جامحة، قلت لها: عايزك تاني، حس.
قالت لي بشكل نهائي وحازم، وكأنها كانت تعد لإجابتها من زمان بعيد: لا، عشان تجي تاني. - وين؟ - حلتنا. - حلتكم دي؟ - لا، إنهم لليوم داك حيتعالجوا لا تخف، كل الناس تعرف أنهم حيكونوا كويسين زيهم ذي كل زول، أنا متأكدة، هو مرض وسيزول. - خلي داك للظروف أنا عايزك حس. - لا، عشان تيجي، ما تحاول؛ لأني ما حأقدر، وأنا ما عملت معاك اللي عملتو إلا عشان أنت كنت بردان وبس.
وشبقت بها فعلا ... شبقت بها بشدة، بحرارة، بجنون، شبقت بها بصورة لا تغتفر، شبقت بها بالسماء كلها والأرض وأمي وأبي وأخي وأخواتي الثلاث، شبقت بها بالليل والانتعاظ ورقصة الجسد الأبدية، بكثرة، ب «يا يما» بيا العالم كله وأصدقائي البائسين، شبقت بها بحنق، بعنف، بخوف، ببطء، بصبر، بسرعة رهيبة، بالأرض كلها تدور، ماء، بالموت والميلاد والبعث والضياء، باللبن، بثدييها المشهيين الشهيين، بحق الماء الذي أودعته فخذيها، بحق اللذة التي وهبتها إياها، بحق الصرخة البائسة، شبقت بها بحق اللبن المسمون الذي شربت، بحق أن أنقذتني، بحق أكلة البشر، بحق كل شيء عزيز وكل شيء تافه، شبقت بها، والليل والطين والنهر والنساء والصديقات الجميلات الرائعات النائمات الآن الحالمات، الميتات، شبقت بها ورغبت فيها بشكل نهائي وسأموت في الحال إذا لم أنم معها أو سأندم حياتي كلها أو سأكسر عنقي أو سأقتلها، شبقت، رغبت، كنت منتعظا بألم خرافي، أنا أريدها والآن.
ففي المرة الأولى حدثت الأشياء دون رغبة مني ودون حتى توقع؛ بل أتستطيع أن أقول دون لذة فعلية من جانبي ، ولو أنها أمتعتني بصرختها تلك، إلا أنني لم أر حتى وجهها، ومعروف أن الوجه نصف اللذة، إذا كنت مدفوعا، أما الآن أحتاجها بإرادتي أنا وبرغبتي أنا وبشهوتي أنا وبشبقي الكوني اللانهائي ... أنا، أنا أريدها امرأة، أريدها بلا مساومة الآن وسأنام معها.
كانت تمانع بإصرار تام واقتناع لا حدود له، وهي تمسك بيدي بعيدا عن جسدها وكأنها ما صرخت شبقا من فعلي قبل ساعة لا أكثر، وكأنها لا تعرفني من قبل؛ بل وكأنها ملاك وأنا إبليس بعينه، كأنها ليست امرأة ولست رجلا، وكأنها ... - لا عشان تيجي تاني، لو عايزني. - مش حا أجي تاني إطلاقا.
ومشيت؛ بل هرولت قاصدا الطريق التي وصفتها لي، والتي كما قالت ستقودني إلى قرية صغيرة آمنة، ويمكنني أن أبيت في بيت من بيوتها، وعندما تشرق أستطيع أن أتصيد اللواري الذاهبة للقضارف، فهي تسلك طريقا من القرية على بعد ميل أو ميل ونصف الميل.
كنت غاضبا غضبا حقيقيا، وشبقا شبقا حقيقيا، وفوق كل ذلك لا مباليا بشيء، وعندما بعدت منها مسيرة دقيقتين أو ثلاث سمعت صوتها تصرخ قائلة: ما تزعل مني سامع، ما تزعل مني، أنا برضو عايزاك، ولكن ...
Shafi da ba'a sani ba