Daular Musulunci da Wuraren Tsarki
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
Nau'ikan
والهيكل الذي شاده قسطنطين هو النواة التي شيدت حولها كنيسة المهد على ما نراها اليوم، وكنيسة المهد هي الأثر الذي يذكر مولد السيد المسيح كما تقدم، وعلى مقربة منها تقوم مغارة أطلق عليها اسم مغارة الحليب، يذكرون أنها هي التي أوت إليها مريم، وأقامت بها مع ابنها، بينما كان هيرودس يقتل الأطفال الذين ولدوا في الفترة التي ولد فيها المسيح. وهذه المغارة جديرة بأن نقف بالقارئ وقفة قصيرة عندها، بعد أن نتم حديثنا عن كنيسة المهد.
قدمنا أن هذه الكنيسة أنشئت حول الهيكل الذي أقامه الإمبراطور قسطنطين بعد ثلاثة قرون من مولد السيد المسيح ذكرا لهذا المولد، ولم يكن الموضع الذي أقيمت به خلاء يوم أقام قسطنطين الهيكل، بل كان به معبد لادونيس - أقيم في عهد الإمبراطور هادريان - فأمر به قسطنطين فهدم، وقام الهيكل المسيحي مكانه. وسنرى حين الكلام عن كنيسة القيامة التي أقامها قسطنطين كذلك أنها قامت على أطلال معبد أقامه هادريان ببيت المقدس لعبادة الزهرة، أمصادفة هذه؟ أم هي دليل على أن هادريان كان يتعقب آثار المسيحية ويقيم فيها المعابد الوثنية، ليعفي على الدين الجديد قبل أن يستفحل أمره؟
كان الهيكل الذي أقامه قسطنطين جميلا، ولكنه لم يكن فسيح الجنبات، فلما آل أمر الإمبراطورية إلى جوستنيان، أقام مكان الهيكل معبدا أفسح رقعة وأكثر بهاء. ولما انشعبت المسيحية إلى شعبها المختلفة، بدأت كل شعبة تبني في هذا المكان المقدس، وحول الكنيسة الأولى، ما طاب لها البناء. ومباني طوائف الروم واللاتين والسريان ما تزال قائمة إلى اليوم، وما يزال لاختلاف هذه الطوائف أثره في شعائر كنيسة المهد.
مغارات الكنيسة
وكنيسة المهد اليوم فسيحة الجنبات مترامية الأطراف، وأفنيتها تقوم فوق مغارات كثيرة، يروي لك الموكلون بها شيئا كثيرا من القصص المنسوب لها. فواحدة من هذه المغارات يطلق عليها اسم مغارة الأطفال، وتذكر قصتها أنها المغارة التي دفن هيرودس فيها من أمر بقتلهم من الأطفال تفسيرا للحلم الذي أسلفنا أنه رآه. ومغارة أخرى بها صورة زيتية لقديس قيل إنه القديس جيروم الذي قضى بهذه المغارة ثلاثا وعشرين سنة يترجم الإنجيل. وبين هاتين المغارتين وحولهما مغارات أخرى زينت كل واحدة منها بصورة زيتية تمثل المشهد الذي تخلد المغارة ذكره.
تقع مغارة المهد على مقربة من مغارة الأطفال، ومغارة المهد قبو ضيق يهبط إليه الإنسان على درج نقر في الصخر، وهذا الدرج يصل بين المغارة وبين مذبح كنيسة المهد وهيكلها، وقد نقرت في الصخر إلى جانب هذا القبو فجوة ترتفع إلى قامة الإنسان وضعت فيها صورة العذراء، وثبتت في مكان منها نجمة من الفضة تحدد المكان الذي قررت الطوائف المسيحية أنه مكان مولد المسيح، وهو لذلك مكان مبارك عند الطوائف كلها. وكثيرا ما كانت بركته سبب منازعات دامية بين الطوائف المختلفة، ابتغاء الاستئثار بهذه البركة.
المزود
يقابل نجمة الميلاد حوض من الحجر موضوع في الأرض، يذكرون أنه المزود الذي كانت الأبقار تأكل فيه، حين وضعت مريم طفلها ثم نقلته إلى المزود اتقاء البرد القارس. ولا أظن أحدا يذهب إلى أن هذا الحوض من الحجر، هو المزود الذي وضع المسيح فيه بالفعل؛ فقد رأيت أن أول صورة لكنيسة المهد لم تكن إلا بعد ثلاثة قرون من وفاة السيد المسيح، وأن معبدا أقامه أدونيس في هذا المكان، قبل بناء الكنيسة المسيحية لأول مرة.
وهذا الحوض من الحجر الذي يمثل المزود، ينحدر دون نجمة الميلاد قرابة مترين، ويبعد عنها نحو ثلاثة أمتار. أفيكون هذا لأن مريم كانت فوق أكمة ساعة الوضع، وأن الأبقار ومزودها كانت في سفح هذه الأكمة؟ أم أن مريم كانت في مغارة هي محرابها الذي أشار إليه القرآن، وأن الأبقار كانت في بطن من الجبل دون المغارة؟ هنا يجب أن أقول: الله أعلم!
فجوتان عجيبتان
Shafi da ba'a sani ba