نعم، ها أنت يا إيزيس
12
عرفت وجهك، وأشعر بابتسامة ثغرك، وقد أصبحت أناملي تعرف سيماك (تتناول من الزهور التي بين يديها فتضع منها على القائمة التي عليها التمثال) ، هذه قرباني التي آتي بها كل يوم إليك؛ كأني بهذه زهرة سوسن
13
بيضاء، إنها لك، ولا أظنني مخطئة إن كانت هذه أكبر منها وأطيب عرفا، (تشمها)
إنها زهرة نيلوفر حمراء،
14
وإليك أيضا هاتين الزهرتين المقدستين إنهما يشرفان على وجه الماء عند الصباح، وتتفتح أكمامها عند الزوال، فإذا احتجبت الشمس وراء الأفق، تحتجبان تحت الماء، كما يحتجب تحت النقاب وجه الحسناء. يقولون إن هذه الزهور جميلة، ولكن وا أسفاه! لا أرى جمالها، هاك زهرة جفن،
15
وهذه زهرة فتنة، عرفتها من عبيرها المتضوع، يقولون إن أشعة الشمس إذا عبثت بأكمام هذه الزهور صبغتها بأبهى الألوان التي تتمتع بها الأنظار، فلتقر بها عيناك يا إيزيس. أما أنا فلا أرى جمالها! ولكني سآتي إليك كل يوم مدى العمر، راجية، متوسلة، مبتهلة، أناديك في صلواتي بقلب محزون، أن ترأفي بحالي، وتجيبي ندائي وتنعمي علي بما أنعمت على عبادك الآخرين؛ امنحيني نعمة البصر، امنحيني نعمة البصر لأرى أشعة الشمس المشرقة، أشعة آمون رع الإلهية المقدسة، وسأذهب هذا العام أيضا، باكية، متوسلة، إلى معبدك يا إيزيس في يوم المعجزات، وسأبتهل إليك لتكشفي عني غطائي فتتجلى علي محاسن هذا الوجود. إيزيس اذكري أن مصابي عظيم، وأنه كان لي طفل صغير كان يرى، نعم كان يرى، ثم ابتدأ يتكلم، فيصف لي ما يرى على قدر ما يتصور، فلم يك أشهى على قلبي من رؤية الأشياء بعينيه، وسماع وصفها بلسانه، ولكنه مات يا إيزيس ولم أره قط! والآن قرباني إليك دموعي وحسراتي، وحرقتي في صلاتي، ليلي دائم، أما لليلي من آخر؟ إن كنت لا تريدين يا إيزيس أن تكشفي عني ظلماتي، فعجلي بمماتي، أسلميني إلى المنون، محبة السكون؛
Shafi da ba'a sani ba