ها أنا ذا.
رئيس الكهنة :
ألبسوها الحلة المقدسة، وخذوها في موكبها إلى دار المجد ونعيم الخلد.
يوما :
هيا. (تهب بعض النساء وتخرج مع يوما يسارا.)
رئيس الكهنة :
لقد ولجت الهيكل في هذا الصباح، عند بزوغ أنوار آمون رع المقدسة من العالم السفلي، فاستقبلت وجه إلهنا، وسمعت ما ألقاه علي من الوحي، وها أنا معيد عليكم ما أمرني به ربي ... يا رحيو (يهب رحيو واقفا)
لقد ذهبت إلى فرعون نور رع وسناه، فاعتذرت نادما على ما فعلت ورجوت منه الصفح عما أتيت، وأقسمت بجثة أبيك أن تخلص له الخدمة، ودفعت لنا بتلك الجثة رهينة على البر بيمينك، ثم كشفت لنا عمن تآمروا على خلع رب مصر عن عرشه، لينال منهم غضبه وعدله، وأعلنت للملأ أنك لم تدع قومك يحطمون تماثيل آلهتك، إلا مأخوذا بما دبره لك ساتني من السحر فسلب به عقلك، وقد منحك مولاك العفو كرما منه وفضلا، وما كنت لتناله لولا ما أوتي فرعون من الحلم والرحمة، عفا عنك ولكن بشروط ستعلمها بعد حين (يطأطئ رحيو رأسه ويجثو) . ساتني (يهب ساتني مطرقا يخيل لناظره أن الخجل والألم قد نالا منه)
ساتني لقد اعترفت بقدرة الآلهة التي اجترأت على إنكارها، وها أنت معلن للملأ إيمانك بها، بسجودك لها بعد كفرك بها، ولقد لقنت في هذا الهيكل أسرار علومك الأولى، فأصبحت حياتك مقدسة لا سبيل إليها، فارحل عن مصر قبل أن تغرب شمس يومك، واغرب عن وجه الآلهة (يبتعد ساتني مطرقا ويفسح له القوم السبيل ليمر، وتسمع دمدمة بين الحاضرين تحقيرا له، وتمد له قبضات الأيدي مهددة، وبعضهم يدفعه بيده حتى يصل إلى آخر المرسح يمينا فيختبئ مخفيا وجهه بيديه)
وقد نطق آمون بغير ذلك (يترك القوم ساتني، فيقف ساتني ويرتمي على أحد الأعمدة باكيا خفية)
Shafi da ba'a sani ba