Imamanci da Siyasa
الامامة والسياسة
مروان، وأمتعة عسكره ما لا يحصى كثرة، فتناول اللواء حميد بن قحطبة[ (1) ]، وعبر الفرات حتى أتى الشام، فقيل له: إن مروان ترك الطريق إلى دمشق وذهب صالح بن علي بن عبد الله بن عباس[ (2) ]، وكان بناحية من الشام، وقد اجتمع إليه الناس لما علموا من قرابته لأمير المؤمنين، فلما اجتمع مع حميد بن قحطبة سلم إليه الأمر، وقال الناس: إنه خرج بإظهار الدعوة لأبي العباس من غير أمره، فلما سلم الأمر إلى صالح بن علي، أتاه كتاب أبي مسلم، أن يرجع ابن قحطبة ببعض عساكره إلى العراق، فيكون فيها حتى يأتيه أمره، فأتى صالح بن علي كتابه بأنه قد صير إليه الشام، وما وراءها إلى المغرب، ويأمره فيه ببعثه الجيوش في طلب مروان، فولى صالح بن علي رجلا من الأزد، يقال له أبو عون على مصر، وأمره بطلب مروان في أرض المغرب، وبعثه في عشرين ألفا، وكان سليمان بن هشام بن عبد الملك قد نافر مروان بن محمد[ (3) ]، وقاتله مرارا قبل أن يشتد أمر أبي مسلم، فسار إليه في أربعة آلاف، وذلك بعد خروج قحطبة من عند أبي مسلم، فنزل به سليمان، وكانت بينه وبين أبي العباس مودة قديمة، فبايع أبا مسلم على طاعة أبي العباس، فسر به أبو مسلم وشيعته، ثم سيره في طلب قحطبة ممدا له، وقد قاتل مروان قحطبة قبل قدوم سليمان بيومين، فلما نظر مروان إلى دخول سليمان بن هشام في عسكر قحطبة، وكثرة من جاء معه انهزم، فمضى سليمان مع حميد بن قحطبة في طلبه، ولم يكن مروان انهزم عنه غلبة، ولكنه كان نظر في كتب الحدثان، فوجد فيها أن طاعة المسودة لا تجاوز الزاب[ (4) ]، فقال ذلك لوزرائه. فقيل له: إن بمصر زابا آخر. قال: فإليها نذهب [ (1) ]في الطبري وابن الأثير: بويع حميد بن قحطبة لأخيه الحسن. وكان قحطبة قد أرسله في سرية فأرسلوا فأحضروه وسلموا إليه الأمر.
[ (2) ]كذا، وفي الطبري وابن الأثير ومروج الذهب: صالح بن علي، وسيرد بعد صحيحا.
[ (3) ]كان سليمان بن هشام بن عبد الملك قد خلع مروان سنة 127 وعسكر مع أصحابه بقنسرين واجتمع إليه هناك سبعون ألفا من أهل الشام والذكوانية وغيرهم، والتقى مع مروان في خساف من أرض قنسرين فانهزم سليمان وهرب إلى العراق (ابن الأثير 3/438) . ثم التحق بالضحاك، ثم بشيبان الحروري، وبعد هزيمة شيبان هرب سليمان إلى السند. ولم يرد في أي من المصادر اشتراكه في هذه المعركة. والخبر هنا فيه اضطراب كبير مع ما ذكر في الطبري وابن الأثير اللذين يذكران أن مطاردة مروان كانت من قبل عبد الله بن علي على الزاب وأن صالح بن علي تولى مطاردة مروان بعد اجتيازه نهر أبي فطرس بفلسطين إلى مقتله قرب ذات الساحل (ذات السلاسل) .
[ (4) ]الزاب: نهر بالموصل، والزاب أيضا عدة مواضع (معجم البلدان) .
Shafi 163