Imamanci da Siyasa
الامامة والسياسة
والله لو انقادوا إلي لقدتهم إلى رومية، ثم يفتحها الله على يدي إن شاء الله.
خروج موسى بن نصير من الأندلس
قال: وذكروا أن عبد الرحمن بن سلام أخبرهم، وكان مع موسى بن نصير بالأندلس قال: أقام موسى بقية سنته تلك، وأشهرا من سنة أربع وتسعين، ثم خرج[ (1) ]وافدا إلى الوليد بن عبد الملك، وكان ما أقام بها موسى عشرين شهرا، واستخلف عبد العزيز بن موسى، فجاز موسى البحر على الأندلس، فغزا بالناس حتى بلغوا أربونة، ومعه أبناء الملوك من الإفرنج، وبالتيجان والمائدة والآنية والذهب والفضة، والوصفاء والوصائف، وما لا يحصى من الجواهر والطرائف، وخرج معه بوجوه الناس. قال: وذكروا عن صفة المائدة عن عبد الحميد أنه قال:
كانت مائدة خوان، ليست لها أرجل، قاعدتها منها، وكانت من ذهب وفضة خليطين، فهي تتلون صفرة وبياضا، مطوقة بثلاثة أطواق، طوق لؤلؤ، وطوق ياقوت، وطوق من زمرد، قال: قلت: فما عظمها؟قال: كنا بموضع والناس معسكرون، إذ فلت بغل لرجل من موالي موسى يقال له صالح أبو ريشة، على رمكة[ (2) ]، فكردها في العسكر، فقام الناس إليه بأعمدة الأخبية، وجال في العسكر جولة، فتطلع موسى قال: ما هذا؟وتطلع الحواري فإذا هو بالبغل يكرد الرمكة، وقد أدلى[ (3) ]، فغار موسى وقال: احملوا عليه المائدة، فلم يبلغ بها إلا منقلة[ (4) ]حتى تفتخت قوائمه لكثرة ثقلها على هذا البغل القوي.
قدوم موسى إفريقية
قال: وذكروا أن يزيد بن مسلم مولى موسى، أخبرهم أنه لما جاز موسى الحصن أمرهم بصناعة العجل، فعملت له ثلاثون ومائة عجلة[ (5) ]، ثم حمل عليها [ (1) ]في البيان المغرب 1/43: سنة 95. وفي نفخ الطيب 1/277 ركب موسى البحر إلى المشرق بذي حجة سنة 95 وطارق معه. وفي رواية أخرى ص 271 قفل عن الأندلس سنة 94 فأتى إفريقيا، وسار عنها إلى الشام سنة 95.
[ (2) ]الرمكة: الفرس أو البغلة تتخذ للنسل وكرد: طارد، يعني أنه جرى وراءها يريد أن يقع عليها.
[ (3) ]أي انتشر ذكره وتدلى.
[ (4) ]أي انتقل بها خطوة. تفتخت قوائمه: أي استرخت أعصابه وهانت وضعفت.
[ (5) ]في البيان المغرب 1/43 مائة عجلة وأربع عشرة عجلة.
Shafi 95