Imamanci da Siyasa
الامامة والسياسة
لولايتك، ومن شرك مشفقون[ (1) ]، فأرسلوني انظر: أحلو أنت أم مر؟قال: فرفع عمر يديه إلى السماء وقال: اللهم حببني إلى الناس، وحببهم إلي.
قال: فعمل عمر عشر سنين بعد أبي بكر، فو الله ما فارق الدنيا حتى أحب ولايته من كرهها. لقد كانت إمارته فتحا، وإسلامه عزا ونصرا، اتبع في عمله سنة صاحبيه وآثارهما، كما يتبع الفصيل أثر أمه، ثم اختار الله له ما عنده.
قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال عمرو بن ميمون: شهدت عمر بن الخطاب يوم طعن، فما منعني أن أكون في الصف الأول إلا هيبته، فكنت في الصف الذي يليه، وكان عمر لا يكبر حتى يستقبل الصف المتقدم بوجهه، فإن رأى رجلا متقدما من الصف أو متأخرا ضربه بالدرة، فذلك الذي منعني من التقدم. قال: فأقبل لصلاة الصبح، وكان يغلس بها[ (2) ]، فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، فطعنه ثلاث طعنات[ (3) ]، فسمعت عمر وهو يقول: دونكم الكلب، فإنه قد قتلني، وماج الناس، فجرح ثلاثة عشر رجلا[ (4) ]، وصاح بعضهم ببعض: دونكم الكلب، فشد عليه رجل من خلفه، فاحتضنه، وماج الناس، فقال قائل: الصلاة عباد الله، طلعت الشمس. فدفعت عبد الرحمن بن عوف، فصلى بأقصر سورتين في القرآن، واحتمل عمر، ومات من الذين جرحوا ستة أو سبعة[ (5) ]، وجرى الناس إلى عمر، فقال: يا بن عباس، اخرج فناد في الناس أعن ملأ ورضى منهم كان هذا؟ فخرج فنادى، فقالوا: معاذ الله، ما علمنا ولا أطلعنا، قال: فأتاه الطبيب فقال:
أي الشراب أحب إليك؟قال: النبيذ فسقوه نبيذا ، فخرج من بعض طعناته.
فقال الناس[ (6) ]: صديد، اسقوه لبنا، فخرج اللبن، فقال الطبيب: لا أرى أن [ (1) ]أي خائفون ومترقبون.
[ (2) ]الغلس هو آخر ظلمة الليل. كان عمر يصلي صلاة الصبح مبكرا.
[ (3) ]ابن سعد 3/345 وفي ابن الأثير 3/50 ست طعنات. وكانت إحدى الطعنات تحت السرة وهي التي قتلته.
[ (4) ]في ابن سعد: طعن أحد عشر رجلا سوى عمر ثم انتحر بخنجره، فمات منهم ستة وأفرق ستة، وفي رواية له كالأصل. فأفلت أربعة ومات تسعة أو أفلت تسعة ومات أربعة، ولما أدرك أنه مأخوذ-بعد أن ألقى عليه اليربوعي-نحر نفسه بخنجره (فتح الباري 7/51) .
[ (5) ]انظر الحاشية السابقة.
[ (6) ]في ابن سعد: الذي أشار بسقيه اللبن طبيب من الأنصار من بني معاوية والمراد بالنبيذ المذكور:
Shafi 39