Imamanci da Siyasa
الامامة والسياسة
يكفه الكثير، وإن أمر عثمان لم ينفع فيه العيان، ولم يشف منه الخبر، غير أن من سمعه كمن عاينه[ (1) ]، وإن المهاجرين والأنصار بايعوا عليا راضين به، وإن طلحة والزبير نقضا بيعة علي، على غير حدث، وأخرجا أم المؤمنين على غير رضى، فسار إليهم، ولم ينلهم، فتركهم وما في نفسه منهم حاجة، فأورثه الله الأرض، وجعل له عاقبة المتقين.
خطبة الأشعث بن قيس
قال: فقام الأشعث بن قيس خطيبا، فقال[ (2) ]: أيها الناس، إن عثمان رحمه الله ولاني أذربيجان، وهلك وهي في يدي، وقد بايع الناس عليا، وطاعتنا له لازمة، وقد كان من أمره وأمر عدوه ما قد بلغكم، وهو المأمون على ما غاب عنا وعنكم من ذلك.
مشورة الأشعث ثقاته في اللحوق بمعاوية إلى الشام
قال: وذكروا أن الأشعث رجع إلى منزله، فدعا أهل ثقته من أصحابه، فقال لهم: إن كتاب علي جاءني، وقد أوحشني، وهو آخذي بمال أذربيجان وأنا لاحق بمعاوية، فقال القوم: الموت خير لك من ذلك، أتدع مصرك وجماعة قومك، وتكون ذنبا لأهل الشام؟[ (3) ].
كتاب جرير إلى الأشعث
[ (4) ] قال: وذكروا أن جريرا كتب إلى الأشعث: أما بعد. فإنه أتتني بيعة علي فقبلتها. ولم أجد إلى دفعها سبيلا، وإني نظرت فيما غاب عني من أمر عثمان، فلم أجده يلزمني، وقد شهده المهاجرون والأنصار، فكان أوثق أمرهم فيه الوقوف، فاقبل بيعته، فإنك لا تلتفت إلى خير منه. واعلم أن بيعة علي خير من [ (1) ]كذا بالأصل: وفي ابن الأعثم: ليس كمن عاينه.
[ (2) ]قارن مع العقد الفريد وفتوح ابن الأعثم.
[ (3) ]زيد في فتوح ابن الأعثم والأخبار الطوال أنه عدل عن مسيره إلى معاوية وجمع الناس وسار بهم إلى الكوفة، وقدم على علي رضي الله عنه مبايعا.
[ (4) ]في فتوح ابن الأعثم: وكتب رجل من كندة من بني عم الأشعث.
Shafi 112