312

Imamanci a Haske na Littafi da Sunna

الإمامة في ضوء الكتاب والسنة

الرابع: أن دلائل الكذب على هذا الحديث بينة، منها: أنه قال: "لما كان يوم المباهلة وآخى بين المهاجرين والأنصار". والمباهلة كانت لما قدم وفد نجران النصارى، وأنزل الله سورة آل عمران، وكان ذلك في آخر الأمر سنة عشر أو سنة تسع، لم يتقدم على ذلك باتفاق الناس والنبي صلى الله عليه وسلم لم يباهل النصارى، لكن دعاهم إلى المباهلة، فاستنظروه حتى يشتوروا، فلما اشتوروا قالوا: هو نبي، وما باهل قوم نبيا إلا استؤصلوا، فأقروا له بالجزية، ولم يباهلوا، وهم أول من أقر بالجزية من أهل الكتاب، وقد اتفق الناس على أنه لم يكن في ذلك اليوم مؤاخاة.

الخامس: أن المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار كانت في السنة الأولى من الهجرة في دار بني النجار، وبين المباهلة وذلك عدة سنين.

السادس: أنه كان قد آخى بين المهاجرين والأنصار، والنبي صلى الله عليه وسلم وعلي كلاهما من المهاجرين، فلم يكن بينهما مؤاخاة، بل آخى بين علي وسهل بن حنيف، فعلم أنه لم يؤاخ عليا، وهذا مما يوافق ما في الصحيحين من أن المؤاخاة إنما كانت بين المهاجرين والأنصار، لم تكن بين مهاجري ومهاجري.

السابع: أن قوله: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى" إنما قاله في غزوة تبوك مرة واحدة، لم يقل ذلك في غير ذلك المجلس أصلا باتفاق أهل العلم بالحديث.

وأما حديث الموالاة فالذين رووه ذكروا أنه قاله بغدير خم مرة واحدة، لم يتكرر في غير ذلك المجلس أصلا.

الثامن: أنه تقدم الكلام على المؤاخاة، وأن فيها عموما وإطلاقا لا يقتضي الأفضلية والإمامة، وأن ما ثبت للصديق من الفضيلة لا يشركه فيه غيره، كقوله: "لو كنت متخذا خليلا من أهل الأرض لاتخذت أبا بكر خليلا"، وإخباره: أن أحب الرجال إليه أبو بكر، وشهادة الصحابة له أنه أحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك مما يبين أن الاستدلال بما روي عن المؤاخاة باطل نقلا ودلالة.

Shafi 54