Imamanci a Haske na Littafi da Sunna
الإمامة في ضوء الكتاب والسنة
Nau'ikan
فمن عرف سيرة الرسول، وأحوال الصحابة، ومعاني القرآن والحديث: علم أنه ليس هناك اختصاص بما يوجب أفضليته ولا إمامته، بل فضائله مشتركة، وفيها من الفائدة إثبات إيمان علي وولايته، والرد على النواصب الذين يسبونه أو يفسقونه أو يكفرونه ويقولون فيه من جنس ما تقوله الرافضة في الثلاثة.
ففي فضائل علي الثابتة رد على النواصب، كما أن في فضائل الثلاثة ردا على الروافض.
وعثمان رضي الله عنه تقدح فيه الروافض والخوارج، ولكن شيعته يعتقدون إمامته، ويقدحون في إمامة علي. وهم في بدعتهم خير من شيعة علي الذين يقدحون في غيره. والزيديدة الذين يتولون أبا بكر وعرم مضطربون فيه.
وأيضا فالاستخلاف في الحياة نوع نيابة، لابد منه لكل ولي أمر، وليس كل من يصلح للاستخلاف في الحياة على بعض الأمة يصلح أن يستخلف بعد الموت؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف في حياته غير واحد، ومنهم من لا يصلح للخلافة بعد موته، وذلك كبشير ابن عبد المنذر وغيره.
وأيضا فإنه مطالب في حياته بما يجب عليه من القيام بحقوق الناس، كما يطالب بذلك ولاة الأمور. وأما بعد موته فلا يطالب بشيء، لأنه قد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وعبد الله حتى أتاه اليقين من ربه. ففي حياته يجب عليه جهاد الأعداء، وتقسيم الفيء، وإقامة الحدود، واستعمال العمال، وغير ذلك مما يجب على ولاة الأمور بعده، وبعد موته لا يجب عليه شيء من ذلك.
فليس الاستخلاف في الحياة كالاستخلاف بعد الموت. والإنسان إذا استخلف أحدا في حياته على أولاده وما يأمر به من البر، كان المستخلف وكيلا محضا يفعل ما أمر به الموكل، وإن استخلف أحدا على أولاده بعد موته، كان وليا مستقلا يعمل بحسب المصلحة، كما أمر الله ورسوله، ولم يكن وكيلا للميت.
Shafi 35