... وحين جاء الطبيب لينتزع السهم قال لزيد: إنك إن نزعته من رأسك مت. قال: الموت أيسر علي مما أنا فيه. فأخذ الطبيب الكلبتين فانتزعه، ومات صلوات الله عليه من ساعته.
... وهكذا رحل زيد (ع) - وهو لا يتجاوز الثانية والأربعين من عمره عام 122ه على أغلب الروايات - فائزا بالشهادة وقد أراح ضميره حين رفع راية الجهاد عالية بعد أن صبغها دم الشهداء ليصدق قول الله تعالى: { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم}(1).
... ولا يحسب المرء منا أن الله غافل عما فعل المبطلون، فها هو الإمام علي بن أبي طالب (ع) يقول: " لما أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقتل الحسين بن علي وصلب ابنه زيد (ع) قلت: يا رسول الله، أترضى أن يقتل ولدك؟ قال: يا علي، أرضى بحكم الله في وفي ولدي، ولي دعوتان: أما دعوة فاليوم، وأما الثانية فإذا عرضوا على الله عز وجل وعرضت علي أعمالهم. ثم رفع يديه إلى السماء وقال: يا علي أمن على دعائي. اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا، وسلط بعضهم على بعض، وامنعهم الشرب من حوضي ومرافعتي. قال: فأتاني جبريل وأنا أدعو عليهم وأنت تؤمن فقال: قد أجيبت دعوتكما.
Shafi 18