248

واذا عنب لا عجم (1) له فأكلت حتى شبعت والسلة لم تنقص.

أقول : إن هذه الكرامة كانت منه على عهد أبيه الباقر عليه السلام قبل رجوع الإمامة إليه لأن وفاة الباقر كانت عام 114 ، أو عام 117.

وكانت الناس تستشفع بدعائه لما تجد فيه من الإجابة ، وهذه حبابة الوالبية دخلت عليه وهي من فاضلات النساء ، فسألته عن مسائل في الحلال والحرام فتعجب الحضور من تلك المسائل ، لأنهم ما رأوا سائلا أحسن منها ، ثم سالت دموعها ، فقال الصادق عليه السلام : مالي أرى عينيك قد سالت ، قالت : يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم داء قد ظهر بي من الأدواء الخبيثة التي كانت تصيب الأنبياء عليهم السلام والأولياء ، وأن أهل قرابتي وأهل بيتي يقولون : قد أصابتها الخبيثة ، ولو كان صاحبها كما قالت مفروض الطاعة لدعا لها ، وكان الله يذهب عنها ، وأنا والله سررت بذلك ، وعلمت أنه تمحيص وكفارات ، وأنه داء الصالحين ، فقال لها الصادق عليه السلام : وقد قالوا : أصابك الخبيثة؟

قالت : نعم يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فحرك شفتيه بشيء فلا يدرى أفي دعاء كان ، فقال : ادخلي دار النساء حتى تنظري الى جسدك ، فدخلت وكشفت عن ثيابها فلم تجد في صدرها ولا جسدها شيئا فقال : اذهبي الآن وقولي لهم : هذا الذي يتقرب الى الله بإمامته (2).

وحبابة هذه هي ابنة جعفر الأسدي ، والوالبية نسبة الى بني والبة بطن من أسد ، وهي صاحبة الحصاة التي طبع فيها أمير المؤمنين عليه السلام علامة

Shafi 251