كيف تخلق؟ فقال : أحدث في الموضع ثم ألبث عنه فيصير دوابا فكنت انا الذي خلقتها ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : أليس خالق الشيء يعرف كم خلقه؟ قال : بلى ، قال عليه السلام : فتعرف الذكر من الانثى وتعرف عمرها؟
فسكت.
وللصادق عليه السلام نظير ذلك مع الجعد بن درهم ، وكان من أهل الضلال والبدع ، وقتله والي الكوفة يوم النحر لذلك ، قال ابن شهر اشوب : قيل إن الجعد بن درهم جعل في قارورة ماء وترابا فاستحال دودا وهواما فقال لأصحابه : أنا خلقت ذلك لأني كنت سبب كونه ، فبلغ ذلك جعفر بن محمد عليهما السلام ، فقال : ليقل كم هي؟ وكم الذكران منه والاناث إن كان خلقه ، وكم وزن كل واحدة منهن ، وليأمر الذي سعى الى هذا الوجه أن يرجع الى غيره ، فانقطع وهرب.
ثم أن ابن أبي العوجاء عاد إليه في اليوم الثاني فجلس وهو ساكت لا ينطق فقال أبو عبد الله عليه السلام : كأنك جئت تعيد بعض ما كنا فيه ، فقال : أردت ذلك يا ابن رسول الله ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : ما أعجب هذا تنكر الله وتشهد أني ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! فقال : العادة تحملني على ذلك ، فقال له الصادق عليه السلام : فما يمنعك من الكلام ، قال : إجلال لك ومهابة ، ما ينطق لساني بين يديك ، فإني شاهدت العلماء وناظرت المتكلمين فما تداخلني هيبة قط مثلما تداخلني من هيبتك ، قال عليه السلام : يكون ذلك ، ولكن أفتح عليك سؤالا ، وأقبل عليه فقال له : أمصنوع أنت أم غير مصنوع؟
فقال له ابن أبي العوجاء : أنا غير مصنوع ، فقال له الصادق عليه السلام : فصف لي لو كنت مصنوعا كيف كنت تكون؟ فبقي عبد الكريم مليا لا يحير جوابا وولع بخشبة كانت بين يديه وهو يقول : طويل عريض عميق قصير متحرك ساكن
Shafi 196