172

حيث ، وكيف أصفه وهو الذي كيف الكيف حتى صار كيفا فعرفت الكيف بما كيف لنا من الكيف ، أم كيف أصفه بأين وهو الذي أين الأين حتى صار أينا فعرفت الأين بما أين لنا من الأين ، أم كيف أصفه بحيث وهو الذي حيث الحيث حتى صار حيثا فعرفت الحيث بما حيث لنا من الحيث ، فالله تبارك وتعالى داخل في كل مكان ، وخارج من كل شي ( « لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار » ) (1).

أقول : إن المراد بالكيف والأين والحيث السؤال أو الإخبار عن ذي الحيز من الممكنات.

ولازم هذا أن يكون تعالى اذا استفسر عنه بالكيف والأين أن يكون ذا جسم أو مكان ، واذا اخبر عنه بالحيث أن يكون متحيزا في محل ، وإذا كان كذلك فالأبصار تدركه لأن ذا الجسم المتحيز الحال بمكان لا بد أن تدركه الأبصار ، والله تعالى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.

وجرت بينه عليه السلام وبين ابن أبي العوجاء (2) محاورة ، فمنها قول ابن أبي العوجاء للصادق : ذكرت الله فأحلت على غائب ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : ويلك كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد وإليهم أقرب من حبل الوريد ، يسمع كلامهم ويرى اشخاصهم ويعلم أسرارهم ، فقال ابن أبي العوجاء : أهو في كل مكان ، أليس اذا كان في السماء كيف يكون في الأرض ، واذا كان في الأرض كيف يكون في السماء ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : إنما وصفت المخلوق اذا انتقل عن مكان اشتغل به مكان فخلا منه مكان ، فلا يدري في

Shafi 175