بقوله * (فمن تبعني فإنه مني) * (1) خلقهم الله من نور عظمته وولاهم أمر مملكته فهم سر الله المخزون وأولياؤه المقربون وأمرهم بين الكاف والنون، لا بل هم الكاف والنون، إلى الله يدعون وعنه يقولون وبأمره يعملون، علم الأنبياء في علمهم وسر الأوصياء في سرهم وعز الأولياء في عزهم، كالقطرة في البحر والذرة في القفر. والسماوات والأرض عند الإمام كيده من راحته يعرف ظاهرها من باطنها ويعلم برها من فاجرها ورطبها من يابسها، لأن الله علم نبيه علم ما كان وما يكون وورث ذلك السر المصون الأوصياء المنتجبون ومن أنكر ذلك فهو شقي ملعون يلعنه الله ويلعنه اللاعنون.
وكيف يفرض الله على عباده طاعة من يحجب عنه ملكوت السماوات والأرض وأن الكلمة من آل محمد تنصرف إلى سبعين وجها وكل ما في الذكر الحكيم والكتاب الكريم والكلام القديم من آية تذكر فيها العين والوجه واليد والجنب فالمراد منها الولي، لأنه جنب الله ووجه الله نعني حق الله وعلم الله وعين الله ويد الله، فهم الجنب العلي والوجه الرضي والنهل الروي والصراط السوي والوسيلة إلى الله والوصلة إلى عفوه ورضاه، سر الواحد والأحد فلا يقاس لهم من الخلق أحد، فهم خاصة الله وخالصته وسر الديان وكلمته وباب الإيمان وكعبته وحجة الله ومحجته وأعلام الهدى ورايته وفضل الله. كلمة الله ومفتاح حكمته، مصابيح رحمته وينابيع نعمته، السبيل إلى الله والسلسبيل والقسطاس المستقيم والمنهاج القويم والذكر الحكيم والوجه الكريم والنور القديم، أهل التشريف والتقويم والتقديم والتعظيم والتفضيل ورحمته، وعين اليقين وحقيقته وصراط الحق وعصمته ومبدأ الوجود وغايته وقدرة الرب ومشيئته، وأم الكتاب وخاتمته وفصل الخطاب ودلالته وخزنة الوحي وحفظته، آية الذكر وتراجمته ومعدن التنزيل ونهايته، فهم الكواكب العلوية الأنوار العلوية المشرقة من شمس العصمة الفاطمية في سماء العظمة المحمدية والأغصان النبوية النابتة في الدوحة الأحمدية والأسرار الإلهية المودعة في الهياكل البشرية، والذرية الزكية والعترة الهاشمية الهادية المهدية، أولئك هم خير البرية فهم الأئمة الطاهرون والعترة المعصومون والذرية الأكرمون والخلفاء الراشدون والكبراء الصديقون والأوصياء المنتخبون والأسباط المرضيون والهداة المهديون والغر الميامين من آل طه ويس وحجج
Shafi 30