Ilzam Nasib
إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب
واذن للصبح مرة وعنده جارية يشرب الخمر معها فقام فوطئها وحلف لا يصلي بالناس غيرها فخرجت وهي جنب سكرانة ، فلبست ثيابه وتنكرت وصلت بالناس. ونكح أمهات أولاد أبيه ، انتهى (2).
إلى غير ذلك من شنائع الأعمال المذكورة في التواريخ ، ومع ذلك كيف يكون من الخلفاء الذين كان الدين في زمنهم عزيزا منيفا ، وبمدتهم وهلاك آخرهم في سنة ست وعشرين ومائة صار الإسلام ذليلا والدين مهينا ووقع الهرج والفتن ، مع أنه خلاف الحس والوجدان ، فإن قوة الدين وعزه بعز حملته ونقلته وسدنته وكثرتهم ، وعز من يرعاهم ويحرسهم ويعينهم.
ولا شك أن في دولة بني العباس إلى أن يرجع الأمر إلى سلاطين آل عثمان حماة الدين وحفظة الإسلام ملء الآفاق من العلماء والفقهاء والمحدثين والادباء والقراء الجامعين للسنن والحافظين للقرآن ، المؤلفين في العلوم الشرعية والمعالم الدينية بما لا يحصى عده ، وهم مع ذلك فارغو البال من هموم تهيئة امور المعاش باهتمام ولاة الامور في إصلاح شئونهم ويدخلنهم شيعتهم ، لا هتك بيت الله الحرام في عصرهم ، ولا صلت الجنب السكرانة بالناس في مسجد دار خلافتهم ، ولا مزق المصحف من نشاب خليفتهم ، فأي عز كان في عصر بني امية فقد بعدهم ، وأي ذل ورد على الدين الحنيف بعدهم أفظع وأشنع مما فعلوا. ومن جميع ذلك يظهر أن ما ورد في الأخبار النبوية الشريفة من ذكر الخلفاء الاثني عشر بمعزل عما ذكروا ورجحوا وصححوا.
** الوجه العاشر :
الدين وتظهر علامات الساعة ، وتقوم أشراط القيامة ويصير الهرج وينخرم نظام الامور. فلا آمر ولا مأمور ولا إمام ولا مأموم : عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر من قريش فإذا مضوا ساخت الأرض بأهلها (3).
Shafi 237