222

Ilzam Nasib

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب

** الوجه الثالث :

، فقوله : يجتمع على فرض التسليم أي باختيارهم ورضاهم ، وغير خفي أن اجتماع الناس على ملوك بني امية كان للقهر والغلبة والخوف منهم ، وأخذهم البيعة على الناس بسيفهم ، كما هو مشروح في السير والتواريخ ، وهل يمكن أن ينسب أحد إلى أهل مكة والمدينة وفيهم وجوه الفقهاء والمحدثين وبقية الصحابة والمشايخ من أولاد المهاجرين والأنصار أنهم باختيارهم اجتمعوا على يزيد بن معاوية واختاروه لخلافة الامة ، وهل هو إلا لما رأوا من قهره وغلبته وتجريه على سفك الدماء ، فحفظوا أنفسهم ولم يلقوها إلى التهلكة فبايعه من بايع وتخلف من تخلف؟

** الوجه الرابع :

امية وقد رووا فيهم من الذموم ما رووا؟ ففي كشف الأستار عن الإمام الثعلبي في قوله تعالى : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) (1) قال : رأى بني امية على المنابر فساءه ذلك.

فقيل له : إنها الدنيا يعطونها فنزل عليه صلى الله عليه وآله : ( إلا فتنة للناس ) قال : بلاء للناس (2).

وفيه عن سهل بن سعد عن أبيه قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وآله بني امية ينزون على منبره نزو القردة فساءه ، فما استجمع ضاحكا حتى مات فأنزل الله عز وجل في ذلك ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ) (3).

وفيه عن عمر بن الخطاب في قوله تعالى : ( الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار ) (4) قال : هما الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو امية ، فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر ، وأما بنو امية فتمتعوا إلى حين (5).

وعن الثعلبي في قوله تعالى : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) (6) نزلت في امية وبني هاشم. انتهى (7).

أترى النبي صلى الله عليه وآله يراهم كالقردة ، ويرى أن الله تعالى كنى عنهم بالشجرة الملعونة ثم يقول

Shafi 230