41

The Science of Jurisprudential Rules: A Comprehensive and Modern Study of Jurisprudential, Foundational, and Objectives-Based Rules

علم القواعد الشرعية دراسة جامعة وعصرية للقواعد الفقهية والأصولية والمقاصدية

Mai Buga Littafi

مكتبة الرشد

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

1426 AH

Inda aka buga

الرياض

التداخل، وينقصها بعض الترتيب والتقسيم أحيانا، الأمر الذي قد يجعلها في غير متناول هؤلاء القراء والمتابعين.

إن إيراد هذه الفوائد يأتي للتأكيد على كون القواعد أمرا قديما معمولا به منذ أزمنة متقدمة، ومسلكا علميا وفقهيا مهما جدا للفقهاء والمفتين والمجتهدين والقضاة والدارسين والمتعلمين وعموم المكلفين والمتعبدين.

ومن هذه الأقوال:

قول القرافي (٦٨٤ هـ): (أما بعد، فإن الشريعة المعظمة المحمدية زاد الله تعالى منارها شرفا وعلوا، اشتملت على أصول وفروع. وأصولها قسمان:

أحدهما: المسمى بأصول الفقه وهو في غالب أمره ليس فيه إلا قواعد الأحكام الناشئة عن الألفاظ العربية خاصة، وما يعرض لتلك الألفاظ من النسخ والترجيح، ونحو الأمر للوجوب والنهي للتحريم والصيغة الخاصة للعموم ونحو ذلك، وما خرج عن هذا النمط إلا كون القياس حجة وخبر الواحد وصفات المجتهدين.

والقسم الثاني: قواعد كلية فقهية جليلة كثيرة العدد عظيمة المدد مشتملة على أسرار الشرع وحِكمه، لكل قاعدة من الفروع في الشريعة ما لا يحصى، ولم يذكر منها شيء في أصول الفقه وإن اتفقت الإشارة إليه هنالك على سبيل الإجمال فبقي تفصيله لم يتحصل.

وهذه القواعد مهمة في الفقه عظيمة النفع، وبقدر الإحاطة بها يعظم قدر الفقيه ويشرف، ويظهر رونق الفقه ويعرف، وتتضح مناهج الفتاوى وتكشف، فيها تنافس العلماء، وتفاضل الفضلاء، وبرز القارح على الجذع(١)، وحاز قصب السبق من فيها برع. ومن جعل يخرج الفروع بالمناسبات الجزئية دون القواعد الكلية تناقضت عليه الفروع واختلفت، وتزلزلت خواطره فيها واضطربت، وضاقت نفسه لذلك وقنطت، واحتاج إلى حفظ الجزئيات التي لا تتناهى، وانتهى العمر ولم تقص نفسه من طلب مناها.

(١) الجذع من الإبل: ما أوفى السنتين، والقارح منها: ما أوفى خمس سنين. ومراد القرافي من ذلك: أنه لا يبرز في هذا العلم إلا من تضلع فيه. قواعد الروكي: ص ١٢٢.

40