125

Iliyadha

الإلياذة

Nau'ikan

المحنة!

والتأم شمل الشيوخ ذوي النفوس الكبيرة بجانب سفينة «نسطور»، الملك المولود في «بولوس»، وبعد أن اكتمل جمعهم دبر أجاممنون خطة حكيمة، فقال: «أصغوا إلي يا أصدقائي، لقد جاءني من السماء في نومي إبان الليلة القدسية، وكان الرسول شبيها جدا بنسطور العظيم، في الشكل والقوام والبنية، وقد اتخذ وقفته فوق رأسي، وتكلم إلي قائلا: «إنك تنام، يا ابن أتريوس، الحكيم القلب، ومروض الخيول، لكن النوم طوال الليل ليس عمل رجل يشغل منصب المستشار، وفي عهدته جيش، وعليه تتوقف مصالح خطيرة، فأصغ إلي الآن بسرعة؛ لأنني موفد إليك من لدن زوس، الذي رغم بعده، يوليك اهتماما بالغا، وشفقة زائدة. إنه يأمرك بأن تسلح الآخيين ذوي الشعر المسترسل بمنتهى السرعة، حيث إنه يمكنك الآن أن تستولي على مدينة الطرواديين الفسيحة الطرقات؛ لأن الخالدين الساكنين فوق أليمبوس ما عادوا منقسمين في الرأي؛ فقد حولت «هيرا» آراء الجميع بتوسلها، وستحل الكوارث فوق الطرواديين بإرادة زوس. فاحتفظ جيدا بهذا الأمر في قلبك. قال هذا ثم ابتعد طائرا واختفى، وإذا بالنوم العذب يهجرني. والآن هيا بنا، فلعلنا نستطيع تسليح أبناء الآخيين، ولكن هل لي أولا أن أحاول التحدث إليهم - كي أجربهم! - فآمرهم بالهروب في سفنهم ذات المجاذيف المتعددة، وهل لكم أن تتحدثوا إليهم بعد ذلك من هذا الجانب وذاك حتى تردوهم على أعقابهم»؟»

لوحة رائعة للفنان «جيدو ريني»، تمثل الإله «أبولو» يقود عربته التي تجرها الخيول الإلهية تتقدمه «أورورا» ربة الفجر، وحوله سبع حسان يمثلن الساعات التي انصرمت من الليل قبل شروق الفجر!

وبعد أن قال هذا استوى جالسا، ثم نهض في وسطهم «نسطور»، الذي كان ملكا على «بولوس» الرملية، وبحسن طوية خاطب حشدهم قائلا: «أصدقائي، قادة وحكام «أرجوس»، لو قص علينا هذا الحلم شخص آخر من الآخيين، لحق لنا أن نرتاب في صدقه، ولازددنا ابتعادا عنه، أما وقد رآه من يعلن عن نفسه أنه يفوق الآخيين بأسا، فالأمر يختلف، والآن، هيا بنا نسلح أبناء الآخيين!»

قال هذا وشق طريقه منصرفا من المجلس فورا، ونهض الملوك الآخرون ذوو الصولجانات، في نفس اللحظة، فأطاعوا راعي القوم، وعندئذ هرعت الجماهير نحوهم. وكما تتدفق أسراب النحل من بعض الصخور الجوفاء، مجددة تدفقها باستمرار، وتحط جماعات منها فوق أزهار الربيع، البعض هنا والبعض هناك هكذا سارت جحافلهم، متدفقة في زرافات عديدة من السفن والأكواخ، أمام ساحل البحر المنخفض، إلى الاجتماع. وكانت تتألق في وسطهم كالشعلة «رومور

Rumour »، رسولة زوس، تحثهم على الذهاب. وإذا اجتمعوا، سادت الفوضى مكان الاجتماع، واهتزت الأرض تحت أقدام المحاربين حين جلسوا، وعلا صخبهم. وقام تسعة منادين يصيحون، محاولين إسكاتهم، بقدر المستطاع، حتى يصغوا بآذانهم إلى الملوك الذين أقامهم زوس. وفي النهاية، وبصعوبة، جلس الناس ولبثوا في أماكنهم هادئين، وعندئذ قام أجاممنون في وسطهم، يحمل في يديه الصولجان الذي أتقن «هيفايستوس» صنعه، والذي كان قد أعطاه لابن كرونوس، فأعطاه زوس للرسول «أرجايفونتيس» وأعطاه السيد «هيرميس»،

2

للفارس بيلوبس

3

فأعطاه بيلوبس بدوره إلى أتريوس، راعي القوم ، وتركه أتريوس بعد موته إلى «ثويستيس

Shafi da ba'a sani ba