كنت لهم في الحدثان نابا
ألقى العدى وضيغما وثابا
ولم أكن هردبة وجابا (أساس)
القرن السيد تشبيها بقرن الثور لبروزه، أنف القوم سيدهم، ومنه قول الحطيئة في بني أنف الناقة:
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم
ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا
ولا عبرة بما قيل إن العرب كانت تعير بني أنف الناقة بذاك اللقب.
وليس النعت بهذه الأوصاف مما خص به بنو الجاهلية بشعرهم، بل اتصل منه شيء بشعراء التابعين والمولدين حتى أنه ليندر أن ترى شيئا من هذه الألفاظ في كلام المؤرخين كقول العتبي في السلطان محمود بن سبكتكين، وأقبل كالفحل الفنيق، ولا تكاد تجد مؤرخا لا يقول قول ابن خلدون: «وكان فحل ذلك الشول، وكبش تلك الكتائب إلخ» وأمثال هذه الألفاظ لا تثقل على مسمع العربي حتى يومنا، بل لا يزال بعضها مما يحلى به جيد الكلام.
وإننا بهذا الاعتبار نقسم هذه الألفاظ إلى أربعة أقسام: ما أهملت حقيقته وجازه كالرت والقب، فلا نرى من يستعملها لإنسان ولا لحيوان.
وما بقيت حقيقته ومجازه كالفحل والكبش فهما وإن كانا موضوعين للحيوان، فقد يوصف بهما الإنسان وصف تكريم، فنقول: «هو فحل من فحول الشعراء، وكبش من كباش الهيجاء».
Shafi da ba'a sani ba