مسئولية الأم ودورها في التربية
ليست مسئولية الأم هي طبع القبلات الحارة على وجه الطفل، أو إلقامه الثدي ليمتص اللبن حتى يكتفي، أو تنظيف ثوبه وبدنه، ليست مسئوليتها هذه فحسب، بل تتجاوز إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ يلزمها أن تربيه تربية صالحة تقوم على توجيهه نحو الخير والفضيلة،وتنشئه على صلابة النفس وقوة الإرادة،وترسخ في قرارة نفسه روح الصدق والأمانة،والتعاون والتضحية،بما تنتهج أمامه من سلوك رفيع، وبما تحكي له من قصص وحكايات تصور له عز الأمانة وذل الخيانة، ومغبة الكذب وثمرة الصدق،ليكون عضوا عاملا في المجموعة الإنسانية يفيد أمته ووطنه.
فإن تركيز القيم الدينية،والخلق الرفيع في نفوس الأطفال هو الوسيلة الأساسية لتربية الجيل الصاعد،وتكوين المجتمع المسلم، ومثل هذه المسئولية لا تقوم بها إلا الأم الصالحة.
أما الأم التي تكون من أسرة منحطة وعائلة صغيرة فهي مصدر شقاء المجتمع، والعامل الأساسي لفساده، فإنها قبل كل شيء تنتقل صفاتها وشيمها إلى الولد بالوراثة،وعندما تنفتح مدارك الطفل يتطبع بشكل طبيعي بأخلاقها وطبائعها؛ لأنها هي كل شيء في حياة الطفل،وهي أكثر الأبوين ملازمة له، فهو يقلدها في سلوكها،ويتأثر في تصرفاتها إذا كانت فاسدة فسد نباتها،وإذا كانت صالحة صلح زرعها وطاب نتاجها:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
Shafi 1