فقامت أمي لتحضير الطعام وقالت سلوى: أنا هانزل أشتري فستان كان عاجبني في المحل اللي على الناصية.
فقلت: واضح إن الطيار الغلس مش عاجبك. - لا يا بطة، دا مش عشانه، دا عشان الفستان نزل سعره في الأوكازيون، سلام.
قلت لسليم بصوت منخفض: أكمل جالي الشغل. - ليه؟ - حكيت له بصوت منخفض كل ما حدث، فقال غاضبا: الواطي يسيب أخته في حتة مقطوعة ويمشي؟ الواد دا مش هيسترجل غير لما أضربه علقة موت، ما عندوش دم دا؟ ما بيغيرش على لحمه ودمه؟ - أنا مش باقولك عشان تتخانق معاه، أنا باقولك عشان موضوع الورث. - سيبيني أفكر بهدوء وأنا هاعرف أتصرف. - وهتعمل إيه في عريس المجنونة دي؟ - شكلها هترفضه. - أقولك سر؟ أنا حاسة إنه عاجبها. - دي مجنونة، حد عارف هي عايزة إيه؟ ولا حتى هي عارفة هي عايزة إيه. - ربنا يهديها ويسعدها، بس اسأل عنه أنت كويس وشوفه محترم ولا لأ. - طبعا. - هتقول لبابا؟ - لأ لما أشوفه وأتأكد إنه حد كويس، وبعدين مش يمكن يمشي زي اللي قبله لما يعرف ظروفنا.
دخلت أمي أثناء ذلك فقالت بهدوء: اللي مش عاجباه ظروفنا يخبط رأسه في الحيط ومايلزمناش، ناس متخلفة.
سكتنا وتناولت طعامي حتى عادت سلوى بصخبها، وعندما دخلنا غرفتنا حكيت لها ما فعله بي أكمل، فظلت تكيل له الشتائم، فقلت لها: هو مابيعتبرناش أخواته أصلا، عشان كده مش بيخاف علينا. - عبيط ومش عارف يعني إيه أخوات يحبوه ويخافوا عليه، بس انتي هبلة برضه إنك نزلتي، لو أنا كنت شتمته وبهدلته وكلمت أبويا وأخليه يوصلني للبيت غصب عنه. - صعبت علي نفسي أوي إن اللي المفروض يحميني هو اللي يفرط في، وزميلي الغريب هو اللي يخاف علي. - وإيه حكاية الشهامة المفاجأة دي؟ - أبدا، واحد من زمايلي شافني ماشية في حتة مقطوعة فعرض يوصلني مش أكتر. - ما هي بتبدأ بالشهامة، خلي بالك يا بطة.
جاء طارق عريس سلوى في اليوم التالي فتزينت وجلست هادئة وتتحدث بصوت منخفض مع أمه وأخته حتى ظنتا أنه اختار ملاكا، فكانتا في قمة السعادة، وكنا جميعا نكتم ضحكاتنا حتى استأذن طارق ليجلس معها بمفردهما فقال له سليم: تعالى نقعد أنا وإنت لوحدنا الأول وبعد كده اقعد معاها.
خرج معه طارق وجلسا في الصالة، فحكى له سليم عن ظروفنا وقال له: يا ترى ظروفنا هتناسبك؟ - أه عادي، أنا والدي توفي وأنا عمري 6 سنين وأمي اللي ربتني أنا وأختي ولا كان معانا لا خال ولا عم ولا أي حد، يعني ظروفنا متشابهة. - كده هاندهلك سلوى تتكلم معاها.
دخل سليم للصالون ونادى لسلوى لتجلس مع طارق فقالت بهمس: أنت إيه اللي جابك؟ - أيوه كده، أنا كنت خايف لا تكوني سخنة ولا عيانة وانتي عاملة عاقلة؟ - قصدك إني مجنونة؟ - وهو جابني على ملا وشي غير الجنان دا؟
احمرت وجنتا سلوى، لكنها سرعان ما تمالكت نفسها وقالت: أنا لي شروط. - وماله. - عايزة أفضل أشتغل، وياريت لو تشغلني مضيفة معاك. - طيب أنا عندي اقتراح، أنا طبعا معظم الوقت مسافر فما ينفعش أنا وانتي نكون مش موجودين، مين هيربي العيال؟ أنا هاسيبك تشتغلي لحد ما نخلف وتقعدي تربيهم، ولما يكبروا شوية ارجعي شغلك، لكن مضيفة انسي، كدة العيال هيتربوا في ملجأ. - بس أنا كان نفسي أسافر وأشوف الدنيا. - بس كده! أوعدك هاخليكي تسافري وتتفسحي وتلفي العالم. - إشطا. - يعني اتفقنا. - اتفقنا يا برنس. - يا بنتي إنتي مرشدة سياحية ولا سواق توكتوك؟ - تصدق بافكر أجرب مهنة سواق توكتوك دي، هاعمل مغامرات إنما إيه!
دخلت لأقدم لهما العصير وقلت مبتسمة: أعتقد كفاية تعارف كده.
Shafi da ba'a sani ba