وما كنت إلا مثلهم غير أنني رجعت عن التقليد في الأمر كله وإذا قلت: روي فلان عن فلان، فإني لا أذكر إلا ما كان من ذلك زائدا على ما ذكره الشيخ، اللهم إلا أن يكون لخلف وقع في رواية ذلك الشخص فينبه عليه.
وإذا قلت: قال فلان، فإني لا أقوله إلا من كتابه، فإن لم أر كتابه ذكرت الواسطة لأخرج من العهدة.
ثم إن الشيخ كانت وقعت له نسخة من (الكمال) غير مهذبة، فلم ير أبا محمد عبد الغني أحيانا بما يلتزمه، فأبين ذلك، وكيف وقوعه، على أن أبا محمد رحمه الله تعالى هو الذي نهج للناس هذا الطريق وأخرجهم إلى السعة بعد الضيق، فكان الفضل للمتقدم، وكان تعبه أكثر من تعب الشيخ جمال الدين، لأنه جمع مفرقا، وهذا هذب محققا.
ولعل تعبي يكون أكثر من تعبهما، وإن كانت نفسي لا تسمو إلي التشبه بتلاميذهما، ذلك أنهما أخذا من التواريخ الكبار المشهورة عند هما في تلك الديار، فلم يدعا إلا صبابة أتبرضها بمشقة الأجر فيها، ولم ألتزم مع ذلك أن أستوعب هذا النوع وأحصره وإنما قصدت أن أزيد فيه أكثره.
وما لي فيه سوى أنني أراه هوى صارف المقصدا وأرجو الثواب بكتب الصلاة على السيد المصطفى أحمدا وما سوي ذلك فلا أطلب فيه ثوابا ولا شكرا، ولا أخشى إن شاء الله بوضعه إثما في الدار الأخرى.
على أنني راض بأن أحمل الهوي * وأخلص منه لا على ولا ليا لأنني ليس لي فيه سوى الجمع لكلام العلماء في المواضيع المناسبة له في التصنيف من غير تغيير ولا تحريف، وما أبرئ نفسي استثرتها من زوايا لا يتولجها إلا من يبصر معالفها ويسهل لواطفها.
Shafi 6