66

Ikhtilaf Athar

Nau'ikan

============================================================

تفصيل هذه الحادثة أن عمر بن الخطاب عندما فتح سواد العراق عنوة : طالب الفاتحون بتقسيم أراضيه بينهم كالغنائم ، وكان يرىعمر أن لا تقسم بينهم، لما في بقائها بيد أصحابها من مصلحة للمسلمين .

وكان مما قاله الفاتحون لعمر : " أتقف ما أفاء الله علينا بأسيافنا على قوم لم ضروا ولم يشهدوا ، ولأبناء القوم ولأبناء أبنائهم ولم يحضروا؟!" فجمع عمر المهاجرين الأولين واستشارهم ، فكان رأي عامتهم تقسيمها ، الا عليا وعثمان وطلحة ومعاذ بن جبل فقد كان رأيهم كرأي عمر رضي الله عنه ، و كان مما قاله معاذ : " إنك إن قسمتها صار الريع العظيم في أيدي مؤلاء القوم، م يبيدون فيصير ذلك الى الرجل الواحد أو المرأة ، ثم يأتي من بعدهم قوم يسدون م ن الاسلام مسدا - آي يكون لهم في الاسلام بلاء حسن ونفع - وهم لا يجدون شيئا ، فانظر امرأ يسع أولهم وآخرهم : وكان مما قاله عبد الرحمن بن عوف - وهو ممن يرى توزيع الأرض - : ما الأرض والعلوج الا مما أفاء الله عليهم : لا ألح الفاتحون بطلب التقسيم ، أرسل عمر عندئذ إلى خمسة من الأوس خمسة من الخزرج ، وكلهم من كبراء الأنصار وأشرافهم ، ولما اجتمعوا حمد الله أى عليه ثم قال : إني لم أزعجكم إلا لأن تشتركوا في أماني فيما حملتمن اموركم ، فإنني واحد كأحدكم ، وأنتم اليوم تقرون بالحق ، خالفي من خالفي وافقي من وافقي ، ولست أريد أن تتبعوا هذا الذي هواي ، معكم من الله كتاب ينطق بالحق ، فوالله فإنكنت نطقت بأمر أريده ، ما أريد به الا الحق.

قالوا : قل نسمع يا أمير المؤمنين ، قال : " قد سمعت كلام هؤلاء القوم اذين زعموا أني أظلمهم حقوقهم ، وإني أعوذ بالله أن أركب ظلما ، لئن كنت ظلمتهم شيئا هو لهم ، وأعطيت غيرهم؛ لقد شقيت ، ولكن رأيت أنه لم يبق شيء يفتح بعد أرض كسرى ، وقد غنمنا الله أموالهم وأرضهم وعلوجهم ، فقسمت ما غنموا من أموال بين أهله ، وأخرجت الخمس فوجهته على وجهه ، وأنا في

Shafi 66