============================================================
أما الدليل على إفضائه إلى اجتماع عاملين في معمول واحد فهو أن العامل فيما بعد الا هو ما قبل الابواسطة الا، لأنها قوت الفعل فأوصلته الى ما بعدها : واذا قلنا : ان الاستثناء يرجع الى الجمل كلتها ، احتجنا أن نعمل كل واحدة فيما بعد الا ، فيجتمع في معمول واحد عاملان ، ثم قد يكون أحدهما نصباكما في قوله تعالى " ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا " (1) وقوله "أولئك هم الفاسقون " ار ر فع، فيمتنع الرفع والنصب في المحل الواحد . وهذا الذي ذكروه مذهب سيبويه ق وقد ذهب أبو العباس المبرد الى أن العامل في الاستثناء هو الا بتقدير استثنى زيدا فعلى هذا لا يؤدي الى اجتماع عاملين .
هذا ما ذكره الزنجاني ، ولست أدري ما يريد من قوله : وقوله " أولئك هم افاسقون " رفع ، فانه إن أراد أن العامل يقتضي أن يكون ما بعد إلا مرفوعا فليس بصحيح ، لأن هذا من باب الاستناء التام الموجب الذي يقتضي أن يكون ما بعد الا منصوبا . اللهم إلا اذا أول ما قبل الا بالنفي كما أول قول الشاعر : وبالصريمة منهم منزل خلق عاف تعير الا النؤي والوتد اي لم يبق على حاله.
ذهب القاضي عبد الجبار وأبو الحسين البصري بجماعة من المعتزلة إلى الفصيل بين ما يكون الشروع في الجملة الثانية إضرابا عن الأولى فيختص بالأخيرة، وما لا يكون كذلك فالاستثناء راجع الى الكل .() ذهب قوم الى التوقف ، كالقاضي أبي بكر ، والغزاني ، ومن حججهم أنه يحسن الاستفهام من المتكلم عن إرادة عود الاستثناء الى ما يليه أو إلى الكل ، ولو كان حقيقة في أحد هذه المحامل دون غيره لما حسن ذلك . (5) (1) النوره (2) النوره (3) انظر تخريج الفروع على الأصول للزنجاني (4) انظر تفصيل التفصيل في الإحكام : (438/2) نما بعذها (5) انظر الإحكام : (450/2) 239
Shafi 239