Izinin Ahmad bin Yahya
إجازة العلامة أحمد بن يحيى حابس
Nau'ikan
قال أمير المؤمنين كرم الله وجهه في الجنة في بعض خطبه: (ألا وإن هذه الدنيا التي أصبحتم تتمنونها وترغبون إليها وأصبحت تغضبكم وترضيكم ليست بداركم ولا منزلكم الذي خلقتم له، ولا الذي دعيتم إليه، ألا وإنها ليست بباقية لكم، ولا تبقون عليها، وهي وإن غرتكم فقد حذرتكم شرها، فدعو غرورها لتحذيرها، وأطماعها لتخويفها، وسابقوا فيها إلى الدار التي دعيتم إليها، وانصرفوا بقلوبكم عنها، ولا يختن أحدكم خنين الأمة على [532]ما زوي عنه منها، واستتموا نعمة الله عليكم بالصبر على طاعة الله والمحافظة على ما استحفظكم من كتابه، ألا وإنه لايضركم تضييع شيء من دنياكم بعد حفظكم قائمة دينكم، ألا وإنه لا ينفعكم بعد تضييع دينكم شيء حافظتم عليه من أمر دنياكم).
وقال علي عليه السلام في خطبة أخرى: (وأيم الله ما كان قوم قط في غض نعمة من عيش فزال عنهم إلا بذنوب اجترحوها؛ لأن الله ليس بظلام للعبيد.
قلت وبالله التوفيق: ومما يشهد بصحة ذلك قوله تعالى: {أن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم}، فلا تخافون زوال دنياكم لذنوب قومتم بها عمود الجور والفساد، وأقمتم بها رايات الضلالة وجعلتموها أساسا لحزب الشيطان، فتصبحوا لا دنيا ولا آخرة.
اللهم إن هذا جهدي في النصيحة ، اللهم فمن عرف الحق فاتبعه ونهى نفسه عن هواها وكدها في مرضاتك، وصبر على بلائك، فاشرح صدره واهد قلبه ووسع عليه، وارزقه روقا حسنا، وأحييه حياة طيبة، وارحمه إذا توفيته، وأسكنه جنتك، وقه عذابك، وارزقه شفاعة صفيك نبيك ورسولك محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
Shafi 131