و(فُعَلِلٌ) بضم الأول وفتح الثاني وكسر الرابع، ك (قُذَعْمِلٍ ١، وخُبَعْثِن) ٢. فهذه عشرون مثالًا للمجرَّد من الأسماء ٣.
وقد يُنتصر لسيبويه ﵀ في إلغائه (فُعْلَلًا) بأن يقال: سَلَّمنا صحة نقله عن العرب، إلاَّ أنَّه فرع على (فُعْلُلٍ)؛ لأنَّ كل
ما نُقٍل فيه الفتح نُقِل فيه الضم، ولا ينعكس ٤.
فلو كان (فُعْلَلٌ) أصلًا كغيره من الرباعي، لجاز أن ينفرد عن فُعْلُلٍ. فعلم بذلك أنَّ فتح ما فتح لم يكن إلاَّ فرارًا من توالي الضمَّتين ليس بينهما إلاَّ ساكن، وهو حاجز غير منيع، فكان عدولهم عن (فُعْلُلٍ) إلى (فُعْلَلٍ) شبيهًا بعدولهم في جمع"جديد" ونحوه من " فُعُلٍ " إلى " فُعَلٍ " تخلُّصًا من توالي الضمَّتين. وكان مقتضى الدليل أن يفروا إلى السكون، إلاَّ أنَّه منع منه في (فُعْلُل) خوف التقاء الساكنين.
وفي " جُدُدٍ " ونحوه خوف إدغام اسم لا يشبه الفعل فلجئ إلى شبيه السكون في الخفة وهو الفتح.
_________
(١) القُذَعْمل: الشيء الحقير والفقير الذي لا يملك شيئًا. شرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص ١٣٨، والممتع ١/٧٠
(٢) الخُبَعْثِن: الشديد الخلق، العظيم من الرجال، والأسود. مختصر شرح أمثلة سيبويه للجواليقي ص ٩٢، وشرحها لابن الدهان ص ٧٨، والتهذيب ٣/٣٦٦
(٣) عشرة للثلاثي، وستة للرباعي، وأربعة للخماسي.
(٤) ذكر المصنف فيما تقدَّم في ص ٢٤ ما يقوي رأي الأخفش من إثبات هذا الوزن. وذكر هنا ما يرجح رأي سيبويه من كونه فرعًا على (فُعْلُل) وعلى ذلك يكون القولان متكافئين.
1 / 66