Farfaɗo Da Ilimin Addini
إحياء علوم الدين
Mai Buga Littafi
دار المعرفة
Inda aka buga
بيروت
زيادته من نقصانه وقال حاتم الأصم فاتتني الصلاة في الجماعة فعزاني أبو إسحاق البخاري وحده ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشر آلاف لأن مصيبة الدين أهون عند الناس من مصيبة الدنيا
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ﵄ مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ فَلَمْ يُجِبْ لَمْ يُرِدْ خَيْرًا لم يرد به خير
وقال أبو هريرة ﵁ لأن تملأ أذن ابن آدم رصاصًا مذابًا خير له من أن يسمع النداء ثم لا يجيب
وروي أن ميمون بن مهران أتى المسجد فقيل له إن الناس قد انصرفوا فقال إنا لله وإنا إليه راجعون لفضل هذه الصلاة أحب إلي من ولاية العراق
وَقَالَ ﷺ مَنْ صَلَّى أربعين يومًا الصلوات في جماعة لا تفوته فيها تكبيرة الإحرام كتب الله له براءتين براءة من النفاق وبراءة من النار (١) ويقال إنه إذا كان يوم القيامة يحشر قوم وجوههم كالكوكب الدري فتقول لهم الملائكة ما كانت أعمالكم فيقولون كنا إذا سمعنا الأذان قمنا إلى الطهارة لا يشغلنا غيرها ثم تحشر طائفة وجوههم كالأقمار فيقولون بعد السؤال كنا نتوضأ قبل الوقت ثم تحشر طائفة وجوههم كالشمس فيقولون كنا نسمع الأذان في المسجد
وروي أن السلف كانوا يعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى ويعزون سبعًا إذا فاتتهم الجماعة
فَضِيلَةُ السُّجُودِ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ما تقرب العبد إلى الله بشيء أفضل من سجود خفي (٢) وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا سيئة (٣) وروي أن رجلًا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ ادع الله أن يجعلني من أهل شفاعتك وأن يرزقني مرافقتك في الجنة فقال ﷺ أعني بكثرة السجود (٤) وقيل إن أقرب ما يكون العبد من الله تعالى أن يكون ساجدًا (٥) وهو معنى قوله ﷿ واسجد واقترب وقال ﷿ سيماهم في وجوههم من أثر السجود فقيل هو ما يلتصق بوجوههم من الأرض عند السجود وقيل هو نُورَ الْخُشُوعِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ مِنَ الْبَاطِنِ عَلَى الظاهر وهو الأصح وقيل هي الغرر التي تكون في وجوههم يوم القيامة من أثر الوضوء وقال ﷺ إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول يا ويلاه أمر هذا بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت أنا بالسجود فعصيت فلي النار (٦) ويروى عن علي بن عبد الله بن عباس أنه كان يسجد في كل يوم ألف سجدة وكانوا يسمونه السجاد
ويروى أن عمر بن عبد العزيز ﵁ كان لا يسجد إلا على التراب
وكان يوسف بن أسباط يقول يا معشر الشباب بادروا بالصحة قبل المرض فما بقي أحد أحسده إلا رجل يتم ركوعه وسجوده وقد حيل بيني وبين ذلك
وقال سعيد بن جبير ما آسى على شيء من الدنيا إلا على السجود
وقال عقبة بن مسلم ما من خصلة في العبد أحب إلى الله ﷿ من رجل يحب لقاء الله ﷿ وما من ساعة العبد فيها أقرب إلى الله ﷿
(١) حديث من صلى أربعين يومًا الصلوات في جماعة لا تفوته تكبيرة الإحرام الحديث أخرجه الترمذي من حديث أنس بإسناد رجاله ثقات
(٢) حديث ما تقرب العبد إلى الله بشيء أفضل من سجود خفي رواه ابن المبارك في الزهد من حديث ضمرة بن حبيب مرسلا
(٣) حديث مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة أخرجه ابن ماجه من حديث عبادة بن الصامت بإسناد صحيح ولمسلم نحوه من حديث ثوبان وأبي الدرداء
(٤) حديث أن رجلًا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ ادع الله أن يجعلني من أهل شفاعتك ويرزقني مرافقتك في الجنة الحديث أخرجه مسلم من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي نحوه وهو الذي سأله ذلك
(٥) حديث إن أقرب ما يكون العبد إلي الله أن يكون ساجدا أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة
(٦) حديث إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي الحديث أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة
1 / 149