وقد جعلوا الإسكان علامة التشديد، والبت في الطلب، كما ترى التزامه في الأمر، وفي لتفعل ولا تفعل، وأنت تعلم ما يستدعيه الأمر في أغلب حاله من البت، والتشدد، والجزم. وربما أتوا بالسكون في غير الأمر دلالة على التأكيد وتقوية الكلام، كما ترى في قول امرئ القيس:
فاليوم أشرب غير مستحقب
إثما من الله ولا واغل
وقول جرير:
ما للفرزدق من عز يلوذ به
إلا بنو العم في أيديهم الخشب
سيروا بنو العم فالأهواز منزلكم
ونهر تيرى فما تعرفكم العرب
21
بل إن أبا عمرو بن العلاء - من القراء السبعة، ومن أئمة النحاة - قرأ: «إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة.» بإسكان الراء تشديدا للأمر، لما كان استنكار المأمورين له ظاهرا، ونفورهم منه قريبا؛ وبعده:
Shafi da ba'a sani ba