334

Ihtiras

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

Nau'ikan

قلت: لا يخفى على عارف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ستر على كثير من المنافقين لمصالح دينية ومقاصد أخروية فستره على هؤلاء القبيل، بل هم أولى بالستر من كبار المنافقين، بل قد قيل أنهم منهم، ولهاذ كان عمر بن الخطاب شديد الخوف من ستر المنافقين حتى سأل..... مرارا عن نفسه هل هو منهم؛ لأن أبا هريرة قد كان عرف جماعة منهم كما قيل، وأيضا فستر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأعداء الله وأعداء عيل علي كرم الله وجهه في الجنة يؤيد ما ذهب إليه أصحابنا رحمهم الله تعالى من أن المكلف لا بد أن يكن متردد الدواعي فيما كلف به لئلا يلزم الإلجاء، ففي ستر هؤلاء ابقاء لتردد دواعي المكلفين فيكون قيام من قام مع علي علي كرم الله وجهه في الجنة لمحض الظالم، ويكون أجرهم اوفر مع عدم انكشاف الشبهة، وهذا استطراد لفائدة عائدة النفع في مواضع عديدة، وقد ظهر ..... ما اراده الحاكم من نضصب المشار إليهم بدون تصور انكار من عاقل منصف يعلم معنى النضب وهو ظاهر، وحينئذ قلا وجه لقول الذهبي الحاكم الشيعي؛ لأنه ما أراد بهذا التوصيف والنسبة توضيح الحاكم من هو فإنه يعلم أنه أشهر من أن يوى له بصفة موضحة، وإنما أراد أن علة هذا الحكم من الحاكم على محمد بن زياد، وجرير بن عثمان هو التشيع المستحكم في الحاكم نظرا منه ما حد اشتقاقه كالتشيع فيما نحن فيه، وقد بان أن الحاكم ما زاد على ما اعترف به الذهبي، بل زاد الذهبي على ما ادعاه الحاكم كما بيناه، ثم أن قوله: ويرون انهم وسلفهم أولى الطائفتين بالحف لم يخل عن تعب من الذهبي أيضا؛ لأنه يعلم أن هذا منهم مخالف للنص النبوي في قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام لعمار بن ياسر رضي الله عنه: ((تقتلك الفئة الباغية)).

وأخرج مسلم وغيره عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق)).

قلت: هذا نص صريح في تكذيب أهل الشام الزاعمين بأنهم........... أولى الطائفتين بالحق، فكان ينبغي من الذهبي أن يقول: وزعمون انهم وسلفهم دون قوله: ويرون إلا أنه ........ على مثل هذا الرجل ما ذكرناه، بل لا يخفاه أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال بعد أن روى الحديث ما نصه: أنتم قتلتموهم يا أهل العراق، انتهى كما رواه بهص أهل الحديث [176]

[نقص صفحتان حسب الترقيم]

Shafi 375