نعم أما هذا الاحتجاج بالاجماع على الخلافة بعد الاختلاف ....... الدعوى، ومحل النزاع عند من يمنع الاتفاق بعد استقرار الخلاف، ويستدل بذلك [151] على امتناع الاجماع على خلافة أبي بكر، ومثل هذا لا يخفى على مثل البيضاوي إلا أنه أورده بمجاذاة خلاف الصيرففي في بناء على أنه قائل بالاجماع على خلاف أبي بكر، فإن كان كذلك كما هو الظاهر فالصيرفي غير نقاد، والحجة لازمة له كغيره ممن تقدم ذكره من المانعين للاتفاق بعد استقرار الخلاف مع قولهم بأن خلافة أبي بكر ثبتت بالاجماع، ولعل بعضم إنما افتقر إلى دعوى النص على أبي بكر لهذه النكتة.
وأما دعوى كون الخلاف لم يستقر فلا يرضاها عاقل مطلع.
ألا ترى أن جماعة من الأشاعرة المؤلفين في أصول الفقه إنما مثلوا للصورة التي يستقر فيها الخلاف باجمعا الصحباة على دفنه صلى الله عليه وآله وسلم في بيت عائشة بعد اختلافهم في ذلك كما في شرح الجمع للمجلي، وشرح اللب للقاضي زكريا وغيرهما ما ذاك إلا لأنهم علموا أنه لا مجال لدعوى الخلاف في الخلافة لم يستقر، ومثلوا بالصورة المذكورة -أي صورة الاجماع- على الدفن في بيت عائشة وعم على وجل لعلمهم....يرد المنع، ويقال أن الخلاف في ذكل أيضا قد استقر وأ،ه لا اجماع عليه اصلا.
وأما المؤلف وسائر الأصحاب فقد وقعوا عقيرتهم بالمنع لانعقاد الاجماع على خلافة أبي بكر كما صرح به المؤلف رحمه الله تعالى في كتاب الإمامة، سندهم في ذكل أقوى من الجبل كما عرفت، فكيف إذا أضفت إليه ما أشتهر من خلاف الأنصار.
قال بعض أهل البيت رضي الله عنهم: أنه استقر خلاف سعدي بن عبادة، واثنى عشر رجلا من الأنصار.
وقال بعض الشيعة: أن سعد بن عبادة وقع له بسبب آبائ ما وقع من القتل والشهادة، فإن رضي الله عنه خرج إلى الشام مراغما وصمم على ترك المبايعة مراغما، ثم مر أمره ما كان، والله المستعان.
Shafi 327