228

المحركات؟ وكم بين السراري والذراري؟

قال سأنظر وأومى بيده إلى كمه وأخرج منه أصطرلابا ينظر فيه.

فتبسم علي عليه السلام وقال أتدري ما حدث البارحة وقع بيت بالصين وانفرج برج ماجين وسقط سور سرنديب وانهزم بطريق الروم بإرمينية وفقد ديان اليهود بأيلة وهاج النمل بوادي النمل وهلك ملك إفريقية أكنت عالما بهذا؟

قال لا يا أمير المؤمنين.

فقال البارحة سعد سبعون ألف عالم وولد في كل عالم سبعون ألفا والليلة يموت مثلهم وهذا منهم وأومى بيده إلى سعد بن مسعدة الحارثي لعنه الله وكان جاسوسا للخوارج في عسكر أمير المؤمنين عليه السلام فظن الملعون أنه يقول خذوه فأخذ بنفسه فمات فخر الدهقان ساجدا فقال له أمير المؤمنين عليه السلام ألم أروك من عين التوفيق؟

قال بلى يا أمير المؤمنين.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام أنا وأصحابي لا شرقيون ولا غربيون نحن ناشئة القطب وأعلام الفلك وأما قولك انقدح من برجك النيران فكان الواجب عليك أن تحكم لي به لا علي أما نوره وضياؤه فعندي وأما حريقه ولهبه فذاهب عني وهذه مسألة عميقة احسبها إن كنت حاسبا.

وروي أنه عليه السلام لما أراد المسير إلى الخوارج قال له بعض أصحابه إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم.

فقال عليه السلام أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء وتخوف الساعة التي من سار فيها حاق به الضر فمن صدقك بهذا فقد كذب القرآن واستغنى عن الاستعانة بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه وينبغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه لأنك بزعمك أنت هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع وأمن الضر.

أيها الناس إياكم وتعلم النجوم إلا ما يهتدى به في بر أو بحر فإنه يدعو إلى الكهانة المنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار سيروا على اسم الله وعونه ومضى فظفر بمراده صلوات الله عليه.

احتجاجه عليه السلام على زنديق جاء مستدلا عليه بآي من القرآن متشابهة تحتاج إلى التأويل على أنها تقتضي التناقض والاختلاف فيه وعلى أمثاله في أشياء أخرى.

جاء بعض الزنادقة إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام وقال له لو لا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض

Shafi 240