يا أمير المؤمنين أنت بالمكان الذي أنزلك الله به وأبوك معذب في النار؟
فقال له علي بن أبي طالب مه فض الله فاك (1) والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم أبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار والذي بعث محمدا بالحق نبيا إن نور أبي يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق كلهم إلا خمسة أنوار نور محمد صلى الله عليه وآله ونوري ونور الحسن ونور الحسين ونور تسعة من ولد الحسين فإن نوره من نورنا خلقه الله تعالى قبل أن يخلق آدم عليه السلام بألفي عام (2)
اسمه الشريف عبد مناف ، وقيل : « عمران » وقيل اسمه : « كنيته » والأول أصح لقول عبد المطلب وهو يوصيه برسول الله صلى الله عليه وآله بعده :
وقوله أيضا :
وأمه فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، وهي أم عبد الله والد النبي وأم الزبير بن عبد المطلب وقد انقرض.
وأولد أبو طالب أربعة بنين : طالبا ، وعقيلا ، وجعفر ، وعليا أمير المؤمنين ( عليه السلام )، وكان كل واحد منهم أكبر من الآخر بعشر سنين ، وامهم جميعا فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي.
كان أبو طالب ( عليه السلام ): شيخا ، وسيما ، جسيما ، عليه بهاء الملوك ، ووقار الحكماء ، وكانت قريش تسميه : « الشيخ » وكانوا يهابونه ، ويخافون سطوته ، وكانوا يتجنبون أذية رسول الله صلى الله عليه وآله في أيامه ، فلما توفي سلام الله عليه ، اجتروا عليه واضطر الى الهجرة من وطنه مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
قيل لأكثم بن صيفي حكيم العرب ممن تعلمت الحكمة والرئاسة ، والحلم والسيادة؟ قال : من حليف الحلم والأدب ، سيد العجم والعرب ، أبو طالب بن عبد المطلب.
وجرى ذات يوم كلام خشن بين معاوية بن أبي سفيان وصعصعة وابن الكواء ، فقال معاوية : لو لا أني أرجع إلى قول أبي طالب لقتلتكم وهو :
وكان سلام الله عليه مستودعا للوصايا فدفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهو الذي كفله وحماه من قريش ودافع عنه.
روي عن فاطمة بنت أسد : أنه لما ظهر إمارة وفاة عبد المطلب قال لأولاده من يكفل محمدا؟ قالوا : هو أكيس منا ، فقل له يختار لنفسه ، فقال عبد المطلب : يا محمد جدك على جناح السفر الى القيامة ، أي عمومتك وعماتك تريد أن يكفلك؟ فنظر في وجوههم ثم
Shafi 230